
(درنة) تواصل مدينة درنة الليبية، الخميس، إحصاء قتلاها بعد الفيضانات المدمرة التي اجتاحت أحياء بأكملها وخلفت آلاف القتلى.
وأعلنت المفوضية الأوروبية إرسال مساعدات من ألمانيا ورومانيا وفنلندا إلى هذه المدينة الساحلية في شرق ليبيا حيث الوضع مأساوي.
أصدر الاتحاد الأوروبي مظروفًا أوليًا بقيمة 500 ألف يورو (727 ألف دولار كندي) وأعلنت المملكة المتحدة عن مساعدة أولية بقيمة 1.16 مليون يورو (1.7 مليون دولار كندي) لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحًا لليبيين.
وفي درنة، التي ضربتها العاصفة دانييل يوم الأحد، دمرت المباني وجرفت الجسور وغمرت المياه أحياء بأكملها واختفت الطرق، تاركة مدينة لا يمكن التعرف عليها.
ويستمر عدد القتلى في الارتفاع. ولا تزال الجثث ملفوفة بالبطانيات متناثرة في شوارعها، بينما يتم تكديس جثث أخرى في شاحنات صغيرة في طريقها إلى المقابر.
منذ يوم الثلاثاء، جرفت الأمواج الجثث إلى البحر الأبيض المتوسط، الذي أصبح بني اللون مثل الطين.
وبحسب أحدث تقرير للمتحدث باسم وزارة الداخلية بحكومة الشرقية، الملازم طارق الخراز، فقد تم تسجيل 3840 حالة وفاة في المدينة في هذه المرحلة، تم دفن 3190 منها يوم الثلاثاء.
وكان من بين الضحايا ما لا يقل عن 400 أجنبي، معظمهم من السودانيين والمصريين.
وأضاف أنه تم العثور على نحو 250 جثة يوم الأربعاء، في حين لا يزال أكثر من 2400 شخص في عداد المفقودين.
وتخشى السلطات أن تكون الحصيلة النهائية أكبر بكثير.
وأفاد مسؤول من الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر (IFRC) عن عدد “هائل” من الوفيات يمكن أن يصل إلى الآلاف، بالإضافة إلى 10,000 شخص في عداد المفقودين.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، فقد نزح ما لا يقل عن 30 ألف شخص كانوا يعيشون في هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها 100 ألف نسمة.
لا يمكن الوصول إلى درنة الآن إلا عبر مدخلين إلى الجنوب (من بين السبعة المعتادة)، كما أن انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع وتعطل شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية يحد من الاتصالات هناك، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة.
كما نزح حوالي 3000 شخص في البيضاء وأكثر من 2000 شخص في بنغازي، وهي بلدات تقع إلى الغرب.
وتعد هذه أسوأ كارثة طبيعية تصيب برقة، شرق ليبيا، منذ الزلزال الكبير الذي ضرب مدينة المرج (شرق) عام 1963.
وفي الداخل والخارج، هناك تعبئة قوية لمساعدة الضحايا.
وأرسل الأردن طائرة مساعدات إنسانية، وأعلنت إيطاليا مغادرة سفينة وطائرتي نقل عسكريتين لنقل خبراء ومعدات لوجستية.
كما تم استئجار طائرة فرنسية تحمل حوالي أربعين من رجال الإنقاذ وعدة أطنان من المعدات الطبية، بما في ذلك مستشفى ميداني.
ومن جانبها، ستقيم مصر معسكرات في غرب البلاد لإيواء الناجين من الفيضانات.
وحذر إريك توليفسين، المسؤول في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، من خطر الذخائر غير المنفجرة التي تم نقلها إلى “مناطق كانت خالية من التلوث في السابق” بسبب مياه الفيضانات.
وحذر من أن هذا يعرض الناجين والمسؤولين عن المساعدات الإنسانية “لخطر أكبر”.
وفي ليبيا الغارقة في الفوضى منذ وفاة الدكتاتور معمر القذافي عام 2011، تتنافس سلطتان على السلطة، واحدة في الشرق التي دمرتها العاصفة دانيال، والأخرى في الغرب، المعترف بها دوليا.