كان العراق ولا يزال واحدًا من البلدان ذات الأهمية الاستراتيجية في الشرق الأوسط، حيث حرصت بريطانيا وأمريكا على اقتحامه واحتلاله لتحقيق أهدافها. بريطانيا كانت تعتبر العراق مركزًا مهمًا نظرًا لقربه من الهند وموقعه الاستراتيجي بين أوروبا وجنوب شرق آسيا، وبالإضافة إلى تقاطع المصالح الروسية والغربية في المنطقة.
في البداية، قبل سقوط الدولة العثمانية ونشوب الحرب العالمية الأولى، بدأت بريطانيا في دراسة العراق جغرافيًا وديمغرافيًا. ومنذ اكتشاف النفط في عبادان، أصبحت بريطانيا تهتم بحماية هذه المنطقة التي تحتلها من آلام الإيرانية.
بعد انضمام الدولة العثمانية لألمانيا في الحرب العالمية الأولى، بدأت القوات البريطانية بالهجوم على العراق. شنت القوات البريطانية هجومًا على المناطق الجنوبية مثل الفاو وكوت الزين، وبعد معارك عنيفة، تمكنت بريطانيا من احتلال البصرة في غضون أسبوعين فقط.
كانت العشائر العربية تلعب دورًا كبيرًا في مقاومة الاحتلال البريطاني. وبعد معارك شرسة في كوت الزين وسيحان، تمكنت بريطانيا من السيطرة على البصرة. وبفضل تحالفها مع الشيخ المحمرة، نجحت بريطانيا في إحباط المقاومة العثمانية والعربية.
بعد احتلال البصرة، بدأت بريطانيا في توسيع سيطرتها على المنطقة، حيث احتلت القرنة وأصبحت تسيطر على جميع أنحاء جنوب العراق. بالتالي، أظهرت الانتصارات البريطانية السريعة الضعف الكبير في القوات العثمانية وسهولة احتلالها للعراق.
باختصار، تمكنت بريطانيا من سقوط البصرة وتوسيع نفوذها في جنوب العراق بفضل استراتيجيتها العسكرية وتحالفها مع العشائر العربية. بعد معارك شرسة، استطاعت بريطانيا تحقيق أهدافها في المنطقة وتعزيز سيطرتها على الموارد الاستراتيجية في العراق.