وجدت دراسة بريطانية أن لغة الجسد لدى الشمبانزي تشبه المحادثات البشرية في سرعتها الشديدة، وفي طريقة مقاطعة بعضها أحياناً. الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة سانت أندروز بالمملكة المتحدة، ونشرت في دورية «كارنت بيولوجي»، أوضحت أن أفراد الشمبانزي يتصرفون مثل البشر خلال محادثاتهم، حيث يستخدمون الإيماءات ويتحركون بشكل مشابه.
تم جمع أكبر مجموعة بيانات عن “محادثات الشمبانزي” على الإطلاق، ووجد الباحثون أنها تتواصل باستخدام الإيماءات بشكل سريع ومتقن، مشابه للمحادثات البشرية. العالمة الرئيسية للرئيسيات في جامعة سانت أندروز، كاثرين هوبيتر، أشارت إلى أن اللغات البشرية متنوعة، ولكن السمة المميزة التي نتشاركها جميعًا هي أن محادثاتنا منظمة من خلال دورات سريعة.
الباحث جال باديهي، المؤلف الأول للدراسة، أكد أن توقيت وسرعة إيماءات الشمبانزي تشبه تلك في المحادثات البشرية. جمع الباحثون بيانات عن “محادثات الشمبانزي” عبر 5 مجتمعات برية في شرق أفريقيا، ووجدوا تشابها كبيرا بين العملية التواصلية للإنسان والشمبانزي.
البيانات كشفت عن توقيتات مماثلة للمحادثة البشرية، مع فترات توقف قصيرة بين الإيماءات والاستجابات الإيمائية. الاستجابة السلوكية للإيماءات كانت أبطأ قليلا، لكن الأوجه المشتركة بين المحادثات البشرية والشمبانزي تعزز فكرة تبادل الإيماءات الحقيقي.
باحثو الدراسة يرون أن هذه المراسلات المتعلقة بالتواصل بين الإنسان والشمبانزي تشير إلى وجود قواعد أساسية مشتركة في الاتصال. وقد توصلا الشمبانزي والبشر إلى استراتيجيات مماثلة لتعزيز التفاعلات وإدارة المنافسة داخل مجتمعاتهم، مما يشير إلى أن التواصل البشري قد لا يكون فريدا تماما.
بالنظر إلى هذه الدراسة، ندرك أن الشمبانزي، كأحد أقرب الكائنات إلى البشر، يشترك معنا في العديد من السلوكيات وأنماط التواصل. هذا يعزز فكرة الارتباط العميق بين الكائنات الحية على كوكبنا، ويثير التساؤلات حول جذور وتطور اللغة والاتصال على مستوى الحيوانات.