في إسرائيل، تشير التقارير إلى أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يواجه ضغوطًا داخلية قوية من مؤسسات الدولة العميقة، والتي تتدخل في الشؤون السياسية والأمنية بشكل كبير. يبدو أن نتنياهو يسعى إلى تغيير هذه المؤسسات لصالح تياره السياسي الديني الصهيوني، وقد ركز جهوده على تغيير ولاءات أصحاب المناصب الحساسة في الجيش والأمن، وتقليل تأثيرهم على الحياة السياسية.
وبالرغم من نجاحات نتنياهو في اختراق بعض مؤسسات الدولة العميقة، إلا أن جهازي الشاباك والموساد يظلان متماسكين ووفيين لهذه المؤسسات، مما يشير إلى وجود صراع داخلي في إسرائيل بين القوى السياسية والأمنية. هذه المعارك الداخلية قد تؤثر على السياسات الخارجية لنتنياهو وتقراراته، وتساهم في تأجيج التوترات في المنطقة.
من الواضح أن نتنياهو يبذل جهودا كبيرة لتعزيز تأثير تياره السياسي الديني في البلاد، وذلك من خلال تعيين قادة موالين له في مواقع حساسة في الجيش والأمن، بالإضافة إلى تركيزه على المستوطنات في الضفة الغربية والقدس. يبدو أن نتنياهو يسعى إلى تحويل هذه المناطق إلى قاعدة داعمة لتياره السياسي، وتقليل نفوذ القوى العلمانية في الجيش والأمن.
في النهاية، يبقى السؤال حول مدى قدرة نتنياهو على تحقيق أهدافه وتغيير المؤسسات العميقة في إسرائيل. هل سينجح في تحقيق تلك الأهداف أم أن أدواته ستكون أقل فعالية من طموحاته؟ يبدو أن مستقبل نتنياهو وسياساته يعتمد بشكل كبير على نجاحه في هذا الصراع الداخلي، الذي قد يلقي بظلاله على العلاقات الخارجية لإسرائيل وعلى المنطقة بأسرها.