تأتي كتاب «رولان بارت في المغرب» (دار توبقال – 2024) للمعطي قبال، ليسلط الضوء على الفترة التي قضاها الناقد الفرنسي رولان بارت كأستاذ في جامعة محمد الخامس بالرباط بين عامي 1969 و 1970. وقد كانت هذه الفترة مليئة بالتحديات السياسية والاجتماعية في المغرب.
الكتاب يتألف من مجموعة من المقالات التي تسلط الضوء على الأثر الذي تركه بارت كمدرس في الجامعة، حيث قدم منهجاً جديداً في تدريس وتحليل النصوص الأدبية، مستخدماً المنهج النقدي البنيوي. وعلى الرغم من الظروف الصعبة التي عاشها المغرب في ذلك الوقت، إلا أن هذا التوجه الجديد بقي حاضراً حتى اليوم.
بارت كان معروفاً بحبه للسفر، وقد زار العديد من البلدان بحثاً عن المعرفة والتجربة الثقافية. كان يولي اهتماماً خاصاً للحضارة الإغريقية وعصر النهضة في إيطاليا. ولم يكن اهتمامه باليابان والدول العربية بالمجرد من الأمور التي جذبت انتباهه.
تأثير بارت على التعليم الجامعي في المغرب كان كبيراً، حيث ساهم في تقديم منهج جديد وتحليل نقدي متقدم للنصوص. وقد انعكست هذه التأثيرات على اللغة والثقافة المغربية، ويعتبر بارت رمزاً فكرياً وأدبياً مهماً في المشهد الثقافي العربي.
على الرغم من عدم اهتمام بارت بالأدب المغربي الحديث، إلا أن تأثيره على النقد الأدبي والترجمة كان كبيراً. ويعتبر كتاب «بارت في المغرب» مرجعاً هاماً لفهم دوره في تطوير التعليم الجامعي والنقد الأدبي في المغرب.