
في بداية الأمر، قدم اللواء فايز الدويري تحليله للعملية العسكرية “عربات جدعون” التي شنتها إسرائيل في قطاع غزة. وعلى ما يبدو، في نظرة الدويري، هذه العملية تختلف كثيرا عن الاحتلال السابق للمنطقة، وهو ما جعله يرى أهمية فارقة في السياق الاستراتيجي. وبحسب تحليله، يتضح أن العملية تتبع خطة محكمة تتألف من 3 مراحل رئيسية تهدف إلى تحقيق السيطرة العملياتية على قطاع غزة.
في المرحلة الأولى، تركز العملية على السيطرة الميدانية وتهجير السكان تحت وطأة القوة النارية الهائلة. وبحسب الدويري، فإن الأعداد المروعة للقتلى والجرحى تدفع السكان إلى الهروب من منازلهم. ولتنفيذ هذا الهجوم، نشرت إسرائيل 5 فرق عسكرية في مناطق مختلفة من القطاع.
في النهاية، يشير الدويري إلى التغيير الجوهري في الاستراتيجية الإسرائيلية تجاه غزة، حيث يستهدف الاحتلال الحالي التخلص من السكان الأصليين تماما، بدلا من السيطرة على الأرض مع وجودهم. وبهذا، تبرز أهمية العملية “عربات جدعون” كنقطة تحول خطيرة في التاريخ المعقد بين الفلسطينيين والإسرائيليين.