قبل ما أبدأ، يا جماعة، أنا خريجة جديدة في مجال الصحافة، وبدي أحكيلكم عن دراسة كتابها الدكتور ليث سعيد الرواجفة، اللي بحكي فيها عن مفهوم “شعرية النسق الدميم” وكيف بيؤثر على السرد العربي المعاصر. يا ترى، هل هذا المفهوم عبارة عن تعبير جمالي عن الأزمة، ولا بس استجابة سردية لعطب عميق في البنية الثقافية العربية؟
الدكتور ليث بيحكي عن “الهوامش السردية المعتمة” اللي هيكون فيها الأنساق الثقافية بتتشكل، بس بطريقة هادئة ومش بتظهر بشكل واضح. الهوامش دي بتختبى وراء التفاصيل الصغيرة والتغييرات في الأسلوب والرموز اللي ممكن تكون مخفية. بفضل الهوامش دي، بتتكوّن الأنساق الثقافية وبتعيد صياغة السلطة من غير ما تظهر بوضوح. برأيي، فهم هذه الهوامش بيحتاج من الناقد إعادة تقييم مكانته داخل البنية الثقافية والتحرر من الفكرة إنه قادر يحكم على المعنى.
بالنسبة لـ “شعرية النسق الدميم”، فهي بتقترح جماليات مختلفة بتنشأ من الهشاشة والانفصال والتشظي. هاد النسق بيظهر غالبًا في نصوص تبين ضعف الإنسان المعاصر وبتبرز غربته عن نفسه ومجتمعه. برأيي، هذا النسق بيعيد تشكيل صورة الإنسان من خلال تفكيك النموذج المثالي. يعني، القبح بيتحول لعنصر سردي فاعل قادر ينتج المعنى. الموضوع مش بس عن الحكاية، دا بيحكي عن أسئلة كبيرة حول الهوية والسلطة واللغة.
بالنسبة للمرجعيات الثلاث، فهيا ما زالت حاضرة في السرد العربي. بس مش لازم نستورد الأفكار، لازم نطور أدواتنا الخاصة من الهامش الثقافي العربي نفسه. الممارسة النقدية اليوم بتحتاج إلى فهم عميق للنص والعالم. بتحتاج لتطوير أساليبنا بطريقة تنعكس عن حقيقة الثقافة العربية. حتى لو كان في حاجة لمرجعيات جديدة، لازم نبنيها من قلب الثقافة العربية ومش نأخذها كما هي.
في الختام، هذه الدراسة بتحاول توسيع أفق المقاربة النقدية والتفكير في السرد كحقل ثقافي يتقاطع فيه الجماليات مع اشتغالات الوعي. السرد العربي المعاصر بيقدم أسئلة كبيرة وبيناقشها داخل الخطاب. يعني، لازم نفهم التحولات النصية ونطور أدواتنا لفهمها بطريقة أفضل. لازم نتعلم من التجربة العربية ونبني مرجعياتنا عليها، عشان نفهم المعنى والحقيقة بشكل أفضل.