سوريا , روسيا

هدنة في سوريا برعاية روسيا وتركيا وغياب أمريكا

قامت روسيا وتركيا يوم الخميس الماضى بالتشاور لإبرام اتفاق سلام  ووقف إطلاق نار شامل في سوريا بين الفصائل المسلحة والمعارضة من جهة وقوات النظام والمليشيات التابعة لها من جهة وقدمت روسيا مشروع الاتفاق لمجلس الأمن حيث قدمه مندوب روسيا الدائم في المجلس  فيتالي تشوركين تم التصويت عليه أمس السبت وتم إقرار الاتفاق في مجلس الأمن ويأتي هذا القرار بعد اجتماع عقد بواسطة وروسيا وتركيا في الأستانة في غياب الولايات المتحدة الأمريكية .ورغم ذلك فقد أثنت نائبة المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ” ميشال سيسون ” على القرار وقالت إن أمريكا ترحب بأى جهود تهدف إلى وقف العنف في سوريا وأنها تؤيد الهدنة الشاملة التي تتضمن فتح الطرق للمساعدات الإنسانية دون عراقيل , إلا أنه يشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا يعملون لإخضاع مشروع القرار لعدة تعديلات ليصبح متوافقا مع مبادئ «اتفاق جنيف1» التي وقعت عام 2012 

ويأتي غياب الولايات المتحدة الأمريكية عن خطوات التسوية السياسية  في سوريا ملفتا للنظر حيث يعتبر نتيجة للأزمة التي تمر بها العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية  حيث بدأت تلك الأزمة بعملية القرصنة الالكترونية التي قامت بها روسيا فى الانتخابات الرئاسيه الامريكيه والتى اقيمت فى نوفمبر السابق واستمرت الأزمة الدبلوماسية بعدها حيث فرضت أمريكا عقوبات على روسيا ردت عليها روسيا بتصريحات بعزم موسكو على طرد 35 دبلوماسيا أمريكيا من أراضيها  , ويظهر بوضوح  أبعاد تلك الأزمة  فى استبعاد الولايات المتحدة من اتفاق الهدنة الأخير الذي قام به فلاديمير بوتين والذي فرض نفسه من موقع قوة بعد انتصار قوات النظام على المعارضة واستيلائها على حلب حيث اعتبر بوتين نفسه اللاعب الأساسي المتحكم فى المنطقة يشاركه في ذلك تركيا التي تطمح لتأمين حدودها من قيام دولة مستقلة للأكراد وكذلك تعتبر تركيا هي الداعم الأكبر للمعارضة السورية . بالإضافة إلى أن  أمريكا قد رعت من قبل عدة  اتفاقات للهدنة بين أطراف النزاع فى سوريا باءت كلها بالفشل مما ضعف موقفها في لعب دور فعال فى حل الأزمة السورية

وكتبت صحيفة الواشنطن بوست عن اتفاق الهدنة بين روسيا وتركيا  ملمحا إلى كونه هش وضعيف فى غياب الولايات المتحدة الأمريكية مشيرة إلى أن ظروف الهدنة والطريق الذي يفترض أن تسير فيه الجهود بعد ذلك يبدو غامضا على عكس اتفاق الهدنة التي اقترحته الولايات المتحدة العام الماضى والذى خططت لأن يعقبه محادثات سلام في جنيف بالإضافة إلى خرق نظام الأسد الهدنة في بعض المناطق مما يجعل الاستمرار في الهدنة أمر قد يشوبه مشاكل عدة