7-38

أديس أبابا- شهدت أروقة وجلسات القمة الأفريقية الـ38 التي انطلقت الأربعاء الماضي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وقائع مثيرة للاهتمام. تتعلق هذه الوقائع بأبرز الملفات والمعضلات التي نقاشتها القمة، بالإضافة إلى التنافس الدائر بين عدد من دول الاتحاد على شغل مناصب مؤثرة داخل مراكز صنع القرار في المنظمة الأفريقية.

السودان الحاضر الغائب

رغم عدم مشاركة السودان رسميًا في أعمال القمة الأفريقية، إلا أنه كان حاضرًا بقوة في جلسات الوفود المشاركة ومناقشاتها. كما كانت الأزمتان الأمنية والسياسية التي يعيشها البلدين محور اهتمام الصحفيين والمسؤولين الأفارقة خلال القمة. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة إلى وقف القتال في السودان.

المصالحة الليبية وخيبة الأمل

تم توقيع ميثاق السلم والمصالحة الوطنية في ليبيا برعاية الاتحاد الأفريقي، ولكن غياب القوى السياسية البارزة في ليبيا جعل هذه المبادرة تخيب آمال الكثيرين. وقد تم وضع بند في الميثاق يجعل التوقيع مفتوحًا دون أجل محدد للأطراف الليبية التي لم تحضر القمة.

تناولت هذه القمة عددًا من القضايا الهامة، بما في ذلك انتخاب القيادة العليا لمفوضية الاتحاد الأفريقي بشكل جديد. وقد أدى وزير خارجية جيبوتي اليمين الدستورية بصفته أول عربي يرأس المفوضية. وكذلك أدت سفيرة الجزائر اليمين الدستورية نائبًا لرئيس المفوضية، لتكون أول امرأة عربية تتولى هذا المنصب.

وخلال القمة، شهدنا تنافسًا مغربيًا جزائريًا على شغل مناصب بارزة في مفوضية الاتحاد، مع تأجيل انتخاب عضو في مجلس السلم والأمن إلى الشهر المقبل بسبب عدم حسم الأمر. وتجسد هذا التنافس الشديد في الاتصالات وحملات الحشد من الطرفين.

الجدير بالذكر أن أعضاء الوفود المشاركة في القمة حرصوا على ارتداء ملابسهم الوطنية التقليدية، مما يعكس التنوع والغنى الثقافي والاجتماعي لشعوب القارة. وخلال جلسة الافتتاح، انطلقت زغاريد من النساء الجالسات بمجرد انتهاء خطاب رئيس المفوضية.

هذه القمة شهدت مشاركة رؤساء دول أفريقية حديثي الانتخابات لأول مرة، مما يعكس التطورات السياسية في القارة. وقد شهدت القمة تنافسًا بين دول مختلفة على شغل مناصب مهمة في مفوضية الاتحاد.