إسرائيل: تحت المجهر – تصنيف العلامات التجارية والمقاطعة
في عالم مليء بالتنافسية والتصنيفات، حلت إسرائيل في المركز الأخير بمؤشر العلامات التجارية الوطنية لعام 2024. هذا التصنيف الصادر عن منصة غلوبس، والذي أجرته مؤسسة “أنهولت نيشن براندز إندكس” (NBI)، يقيم 50 دولة بناءً على ست معايير رئيسية. وقد شمل الاستطلاع 40 ألف شخص في 20 دولة مختلفة.
اليابان تتصدر القائمة، تلتها ألمانيا، ثم إيطاليا، سويسرا، والمملكة المتحدة. بينما تأتي إسرائيل في المرتبة الأخيرة، تليها روسيا، أوكرانيا، وكينيا. هذا الوضع يعكس تراجع صورة إسرائيل على الساحة العالمية، بينما تحظى فلسطين بتعاطف واسع، خصوصاً في الدول الإسلامية والصين وبين الأجيال الشابة.
إسرائيل، برغم تمتعها بمؤشرات اقتصادية واجتماعية مرتفعة، تواجه صورة سلبية عالمية. إذ يرفض جيل “زد” إسرائيل بشكل ساحق، ومنحها أدنى تصنيفات في جميع المعايير المقيمة. وهو ما يشكل تحدياً كبيراً لصانعي القرار في البلاد.
## الاقتصاد القوي والصورة السلبية
هذا التقرير يصف إسرائيل بأنها “حالة استثنائية”، حيث تظهر مؤشراتها الاقتصادية والاجتماعية بوتيرة عالية مقارنة بالدول ذات التصنيف المنخفض. على سبيل المثال، يبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي في إسرائيل 80% أعلى من دول جيرانها، كما أن متوسط العمر المتوقع فيها يتجاوز المتوسط العالمي.
ومع ذلك، فإن الصورة الذهنية العالمية عن إسرائيل لم تتحسن، بل تدهورت. وهذا يعكس تحدياً جديداً يجب التصدي له بشكل جدي. حتى الابتكار التكنولوجي الإسرائيلي، الذي كان نقطة قوة للبلاد، لم يساعدها في هذا التصنيف، حيث جاءت دون معظم الدول الأوروبية المتقدمة.
## مقاطعة وتراجع النفوذ
أما أبرز ما كشفه التقرير هو وجود مقاطعة فعلية للمنتجات الإسرائيلية. حيث أشار التقرير إلى أن الصادرات الإسرائيلية تواجه خطراً كبيراً بسبب الرفض العالمي الواسع للبضائع التي تحمل علامة “صنع في إسرائيل”.
ووفقاً للنتائج، تم تصنيف إسرائيل ضمن “قوى الفوضى” بدلاً من أن تكون دولة مساهمة في الاستقرار العالمي. وحتى الابتكار التكنولوجي الإسرائيلي، الذي كان نقطة قوة، لم يساعدها في هذا التصنيف. يواجه صانعو القرار في إسرائيل تحدياً غير مسبوق في تحسين صورتها عالمياً، لا سيما مع تزايد الدعوات لمقاطعة منتجاتها وتراجع تصنيفها على المؤشرات الدولية.
المسح الذي أجري بتكليف من شركة “براندز إسرائيل إنكوربوريشن”، يظهر تراجع النفوذ الإسرائيلي على الساحة العالمية. يقول موتي شيرف رئيس المبادرة “إسرائيل تم إقصاؤها إلى هامش الشؤون العالمية”، مؤكداً على أهمية اعتماد نماذج جديدة لتسويق العلامة الوطنية.
وبهذه المعطيات، يجب على إسرائيل التفكير بشكل جدي في استراتيجيات جديدة لتحسين صورتها على الساحة العالمية، لا سيما في ظل تحديات متزايدة تواجهها من قبل الجيل الشاب والمجتمع الدولي.










