في ريف دمشق، على ضفاف نهر بردى، تنبض بلدة الهامة بقصة مؤلمة تحكيها سيدة تدعى أم محمد زيتون. فقد فقدت أم محمد أشقاءها الأربعة – محمد ومحمود وأحمد ومصطفى – الذين اعتقلوا وعذبوا حتى الموت، ثم أحرقت جثامينهم، مما جعلها تروي قصة ألم لا يمكن نسيانها.

عندما تتحدث أم محمد عن فقدانها لأشقائها، ينبض صوتها بالألم والدموع، وتتذكر كيف ظل والدها يجلس أمام البيت لمدة عام ونصف العام، في انتظار عودة أبنائه الأربعة. حين تحولت المقبرة الرئيسية في البلدة إلى مكان غير آمن، أصبحت ضفاف نهر بردى الوحيدة التي تستقبل الضحايا وتحتضنهم كمثواهم الأخير.

رحلة من الأمان إلى الألم

ابتدأت قصة الهامة كقرية هادئة وملاذٍ آمن لأهلها، ولكنها تحولت بسرعة إلى بقعة دمرها الصراع الدائر في سوريا. تحولت الأزقة الضيقة التي كانت تشهد ضحكات الأطفال وأصوات الجيران المبتهجين إلى مكان تعصف به رياح الحرب وتتلاطم فيها أمواج الألم والفقدان.

القصة الحقيقية وراء مأساة الهامة تكشف عن مدى تأثير الحروب الطاحنة على حياة الناس العاديين، الذين يجدون أنفسهم فجأة في قلب الفوضى والدمار دون ذنب يرتكبونه. ومن بين هؤلاء الناس، تبرز قصة أم محمد كرمز للمعاناة والصمود الذي يحكيه السوريون بصمودهم الراسخ.

دموع تروي قصة الألم

عندما تتحدث أم محمد عن فقدانها لإخوتها، يمكن سماع صدى الحزن في صوتها ورؤية دموع الألم تتألق في عينيها. فقد تشبثت بالأمل لفترة طويلة في عودة أحبائها، لكن الأمل تلاشى مع مرور الوقت وتبدل الوضع السياسي والأمني في البلاد.

مع تحول البلدة الهادئة إلى مكان مشحون بالحزن والذكريات الأليمة، يبقى صوت أم محمد يرن في أرجاء الهامة، يحكي قصة ألم وفقدان تعبر عنها العديد من النساء والأمهات في سوريا. وفي وجه كل هذه المصاعب، يظل الأمل أملاً بالعودة إلى يومٍ أفضل وبلدة الهامة تشهد يوماً جديداً ينبض بالحياة والأمان.