تدين جنوب أفريقيا حملة التضليل بعد تجميد مساعدات ترامب – تحليل وتقييم

جنوب أفريقيا – في خبر يثير الجدل والاستنكار، دانت حكومة جنوب أفريقيا بقوة ما وصفتها بـ”حملة التضليل” التي تعرضت لها بعد قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بتجميد المساعدات الأميركية للبلاد. وفي بيان رسمي صادر عن الحكومة، أعربت جنوب أفريقيا عن قلقها البالغ إزاء محاولات تشويه صورتها ونشر الدعاية المضللة.

تصاعد التوتر

تصاعدت التوترات بين البلدين بعد صدور الأمر التنفيذي من قبل الرئيس ترامب، الذي اعتبر قانون إصلاح الأراضي في جنوب أفريقيا تمييزا ضد المزارعين البيض. وأشارت الحكومة الجنوب أفريقية إلى أن هذا القرار يستند إلى افتراضات خاطئة لا تعكس التاريخ العميق والمؤلم للبلاد من الاستعمار والفصل العنصري.

لم يتوقف الموقف الرسمي هنا، بل أكدت الحكومة الجنوب أفريقية على أن القانون الجديد يهدف إلى مواجهة عدم المساواة في ملكية الأراضي، حيث ما زالت معظم الأراضي الزراعية تملكها العائلات البيض في البلاد، والتي تشكل نسبة صغيرة من السكان.

ردود الفعل المتباينة

من جهته، انتقد الرئيس ترامب بشدة سياسة جنوب أفريقيا ووصف القانون بأنه تمييزي، معلنا عن نيته منح وضع اللاجئ في الولايات المتحدة للمزارعين البيض، الذين وصفهم بـ”الضحايا الأبرياء المستهدفين بسبب عرقهم”.

تفاعلت شبكات التواصل الاجتماعي بشكل كبير مع هذا الخبر، حيث أثارت تصريحات ترامب وماسك ردود فعل ساخرة وتعليقات ساخطة على هذا الخطوة الأميركية. وتساءل بعض المستخدمين عما إذا كان ينبغي تسمية المزارعين البيض بـ”الأميركانيرز”.

وفي إطار دعم القرار الأميركي، أعربت منظمة “أفري فوروم”، التي تمثل مصالح الأفريكانرز في جنوب أفريقيا، عن تقديرها لترامب، مؤكدة في الوقت نفسه أن مكان الجنوبيين البيض يجب أن يكون في وطنهم.

لا شك أن هذا القرار سيؤثر بشكل كبير على جنوب أفريقيا، التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الدولي لتمويل برامجها الصحية، وخاصة برامج علاج فيروس نقص المناعة البشرية المكتسب (الإيدز)، حيث تمول الولايات المتحدة نحو 17% من هذه البرامج.

تبقى الأمور على محك الوقت، وسيكون على البلدين البحث عن حلول دبلوماسية لحل هذا الصراع الحاد الذي يهدد بزعزعة العلاقات الدولية بينهما.