توقف تطبيقات ديب سيك في كوريا الجنوبية بسبب مخاوف الخصوصية
في خطوة مفاجئة، قامت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة “ديب سيك” بوقف تنزيل تطبيقات “chatbot” الخاصة بها في كوريا الجنوبية. وذلك بسبب المخاوف المتزايدة حول مسائل الخصوصية والأمان. وفقًا لمسؤولين من كوريا الجنوبية، تم تصعيد الأمر بسبب تعاون الشركة مع السلطات المحلية لضمان حماية البيانات الشخصية.
تداعيات التوقف
وفقًا لتصريحات لجنة حماية المعلومات الشخصية في كوريا الجنوبية، تمت إزالة تطبيقات “ديب سيك” من متاجر التطبيقات الرئيسية مثل “آبل” و”غوغل بلاي”، مما أثار قلق المستخدمين والسلطات على حد سواء. تعمل الشركة حاليًا على تحسين سياساتها وتعزيز حماية البيانات، قبل إعادة تشغيل التطبيقات مرة أخرى.
لا شك أن هذا الإجراء قد أحدث تأثيرًا كبيرًا على المستخدمين الذين يعتمدون على تطبيقات “ديب سيك” في حياتهم اليومية. حيث نصح نام سوك، مدير قسم التحقيقات في اللجنة الكورية الجنوبية، المستخدمين بحذف التطبيق من أجهزتهم أو تجنب إدخال المعلومات الشخصية فيه حتى يتم حل المشكلات الحالية.
قضية الخصوصية
تثير قضية حماية البيانات الشخصية مخاوف كبيرة في كوريا الجنوبية، خاصة مع تزايد استخدام التكنولوجيا والتطبيقات التي تتطلب مشاركة معلومات حساسة. وتشير التحقيقات إلى أن شركة “ديب سيك” تفتقر إلى الشفافية فيما يتعلق بنقل البيانات وجمع المعلومات الشخصية بشكل مفرط.
نام سوك أكد أن الشركة لم تقدم تقديرًا دقيقًا لعدد المستخدمين في كوريا الجنوبية، ولكن تحليل أجرته “Wiseapp Retail” كشف أن حوالي 1.2 مليون مستخدم استخدموا تطبيق “ديب سيك” خلال فترة زمنية محددة. هذا يجعل الشركة واحدة من أكثر نماذج الذكاء الاصطناعي شيوعًا في السوق الكورية.
يواجه الشركات والوكالات الحكومية في كوريا الجنوبية تحديات كبيرة في تنظيم استخدام تطبيقات “ديب سيك”، حيث تم حظرها من بعض الشبكات ومنع الموظفين من استخدامها. هذا يعكس القلق العميق حول سلامة البيانات وحقوق الخصوصية في البلاد.
هذه الحالة تبرز أهمية وجود إطار تنظيمي قوي وواضح لحماية البيانات الشخصية وضمان أمان استخدام التكنولوجيا الحديثة. وتجعلنا نتساءل، هل يمكن للشركات الناشئة التوفيق بين الابتكار والامتثال للقوانين؟ وهل يجب على المستهلكين توخي الحذر أكثر فيما يتعلق بمشاركة بياناتهم الشخصية عبر التطبيقات الذكية؟
في النهاية، تبقى حماية البيانات الشخصية تحديًا مستمرًا يتطلب تعاونًا فعالًا بين الشركات والحكومات والمستهلكين. وربما يكون إيقاف تطبيقات “ديب سيك” في كوريا الجنوبية بمثابة منعزل يجعلنا نعيد التفكير في كيفية توجيه التكنولوجيا نحو مستقبل أكثر أمانًا وشفافية.
