في العصور القديمة، كان اللعاب مجرد سائل شفاف يتم تجاهله في التحاليل، ويعتبر غير مهم من قبل الأطباء والباحثين. كان يصف بلا قيمة، ولم يستحق الاهتمام. لكن اليوم، تحول اللعاب إلى مرآة دقيقة تعكس حالة الجسم بأدق التفاصيل، مدعومة بأحدث التقنيات مثل الذكاء الاصطناعي.

في دراسة نشرت في مجلة علم الطب الرقمي، تم تطوير منصة تحليل اللعاب باستخدام الذكاء الاصطناعي، قادرة على استخراج معلومات دقيقة خلال وقت قصير جدًا. هذا يعني أن اللعاب يحمل في طياته معلومات حيوية يمكن استخدامها لتشخيص الأمراض قبل ظهور الأعراض.

من خلال تحليل اللعاب، يمكن اكتشاف مشاكل صحية مثل مرض السكري، هشاشة العظام، سرطان الفم، وحتى أمراض الدماغ مثل ألزهايمر. يمكن للذكاء الاصطناعي تحليل هذه البيانات وتقديم توصيات علاجية دقيقة.

في العالم العربي، حيث تنتشر الأمراض المزمنة بشكل كبير، يمكن لتحليل اللعاب أن يكون أداة مهمة للكشف المبكر عن هذه الأمراض وتوجيه العلاج بشكل أفضل. إن اللعاب لم يعد مجرد إفراز، بل أصبح وسيلة تشخيصية حية تعكس حالة الجسم والعقل بدقة شديدة.