في زمن تتقاطع فيه الخوارزميات مع السلطة، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي ليست مجرد مكان للتعبير والتفاعل، بل هي الآن ساحة تسيطر عليها شركات التقنية الكبرى، مثل “ميتا”. تحكم هذه الشركات بمحتوى يمكن نشره ويمكن حذفه، وتستخدم تبريرات مثل “معايير المجتمع” و”مكافحة خطاب الكراهية” لتقييد حرية التعبير، خاصة فيما يتعلق بالقضايا الإنسانية والعدالة التاريخية. تبرز منصة “بلوسكاي” كبديل يسعى لتحقيق التوازن وتمكين المستخدمين من صياغة قواعدهم الخاصة والسيطرة على تجاربهم الرقمية بشكل مستقل.
“بلوسكاي” تعتبر تحولًا في عالم الشبكات الاجتماعية، حيث تسعى لتغيير النموذج المركزي القائم على سطوة الشركات الكبرى. بدلاً من الاعتماد على الإعلانات واستخدام بيانات المستخدمين لأغراض تجارية، تسعى “بلوسكاي” إلى نموذج ربحي بديل يستند إلى الاشتراكات أو المدفوعات داخل المنصة. على الرغم من تحديات نمو المنصة وانخفاض عدد المستخدمين، إلا أنها تسعى لبناء مجتمع رقمي يعكس تطلعات المستخدمين ويمكنهم من التفاعل بحرية.
تتميز “بلوسكاي” بقيادة نسائية وفلسفة لامركزية تهدف إلى تمكين المستخدمين وتحقيق توازن في الوصول إلى المعلومات وحرية التعبير. مع تزايد الضغوط الرقمية وانحياز الشركات الكبرى، يبقى السؤال حول من يتحكم في الخطاب العام وكيف يمكننا الحفاظ على حقوقنا وحرياتنا في العالم الرقمي المعاصر. “بلوسكاي” ليست مجرد منصة جديدة، بل هي رمز للتحول نحو تكنولوجيا تخدم الإنسانية بدلًا من تحكمها.










