في نهاية يونيو 2016، بعد شهرين من الانسداد التام في أفق تشكيل حكومة إسبانية جديدة إثر الانتخابات العامة التي أجريت ربيع ذلك العام، ذهب الإسبان مجدداً إلى صناديق الاقتراع بعد حل البرلمان، في أقصر ولاية عرفها منذ عودة الديمقراطية. مشوار الزعيم اليميني المتطرف سانتياغو آباسكال وبدايته تعود إلى مرحلة طفولته في إقليم الباسك، حيث كانت تنشط منظمة إيتا الانفصالية وكان والده وجدّه من ألدّ خصومها.
الشاب سانتياغو انضم إلى الحزب الشعبي اليميني وتقدم بسرعة في المناصب الإقليمية قبل أن يؤسس حزب “فوكس” كبديل عن الحزبين الشعبي والاشتراكي، وركز خطابه على مواجهة الأحزاب الإقليمية الانفصالية. آباسكال استفاد من نقمة الناس واستطاع أن يرتقي بحزبه إلى الكتلة الثالثة في البرلمان بعد تصاعد الأزمة الانفصالية الكاتالونية وفضائح الفساد التي طالت الأحزاب التقليدية.
من خلال تصريحاته العدائية ضد المهاجرين، خاصة المسلمين، وتهديده بطرد المهاجرين غير الشرعيين، أثار زعيم “فوكس” اهتمام الباحثين والمراقبين بتبنيه لخطاب عنصري يميل إلى التطرف. هذا الجنوح العنصري في خطاب الحزب أثار مخاوف من تصاعد الخطاب اليميني المتطرف والعنصري في أوروبا.
تباينت آراء الباحثين حول خطورة هذا الخطاب العدائي، حيث يرى البعض أنه يمثل تهديداً وجودياً على الدول الأوروبية، في حين يعتبر آخرون أنه يشكل خطراً على الضوابط الديمقراطية ويمهد الطريق للقمع والاستبداد. يشير المراقبون إلى أن هذا الخطاب العدائي قد ينعكس على الحملات الانتخابية المقبلة ويزيد من التوتر بين الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا.










