في وسط كل هذا الصخب والضجة، طلعت الأزمة اللي زلزلها البيان الإصلاحي الأخير عن إيران وهي واقفة على مفترق طرق مهم بين طريقين متعارضين: التصعيد والمواجهة المستمرة، أو التهدئة والانفتاح. يعني القوى المحافظة تعتبر أي خطاب إصلاحي يتكلم عن تهديد الأمن القومي، بينما الإصلاحيين مصممين على الدعوة لإصلاحات هيكلية ومقاربات دبلوماسية لتخفيف التوترات الخارجية.
هاد الشغلة مو بس عن البرنامج النووي، لكن بتعكس صراع عميق على هوية الدولة ومستقبلها في ظل المخاوف المتزايدة من إن استمرار الاستقطاب قد يفتح الباب لاهتزاز أركان النظام أو حتى سقوطه. والتوترات المتزايدة مع الغرب والصراعات الداخلية بين التيارين السياسيين في إيران، خلقت سياقاً مليئاً بالتحديات والتساؤلات.
هاد الصراع ما زال قائماً، والتباينات واضحة، مع ارتفاع وتيرة الضغوط على الإصلاحيين وتهديدات بفقدان الثقة السياسية. معظم الناس ما قدروا يستوعبوا البيان الإصلاحي، والتقارير تبين إنه ما ناقش إلا في الأوساط السياسية. بس هي النقطة اللي لازم نركز عليها في الظروف الصعبة الحالية.
الصراع الداخلي في إيران، ما بيتعلق بس بالسياسة الخارجية والبرنامج النووي، بل بيعكس أيضاً صراعاً على السلطة والتوجه السياسي في المستقبل. والتوترات الداخلية بين الجبهتين السياسيتين بتلقي بظلالها على الوضع السياسي الراهن في إيران.










