التهجير الإسرائيلي في غزة: هل هو حقيقي؟
من وجهة نظر الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري، يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي يسعى جاهداً إلى تهجير سكان مدينة غزة، سواء كان لديهم بديل آمن أم لم يكن لديهم. يعتبر الدويري أن هدف الاحتلال الأساسي هو التهجير، وهذا ما يعكسه عملية “عربات جدعون 2” التي تختلف عن عملية “عربات جدعون 1”.
مع تقدم الزمن، أعلن الجيش الإسرائيلي عن إصدار بلاغ يتعلق بإجلاء سكان مدينة غزة إلى جنوب القطاع، مما أثار مخاوف ازدياد الضغط على الأهالي وتفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. ورغم تصريحات الاحتلال ببناء 100 ألف خيمة كبديل للسكان المهجرين، إلا أن الدويري يشكك في وجود هذه البدائل الوهمية، مشيراً إلى أن ما يحدث في الواقع هو محاولة واضحة لتهجير السكان بدون خيارات بديلة.
عمليات القصف المكثفة وتدمير المربعات السكنية تعكس استراتيجية الاحتلال في التعامل مع الوضع في غزة، حيث يستخدمون الآليات المحملة بالمتفجرات ويفجرونها في المناطق السكنية. تجنب السكان الذهاب إلى جنوب القطاع واللجوء إلى المناطق الشمالية من مدينة غزة يعكس رغبتهم في البقاء في مناطق آمنة، لكن في ظل تقدم الاحتلال، قد يتعين عليهم البحث عن ملاذ آخر.
بالنسبة للدويري، يبدو أن سياسة التهجير التي ينتهجها الاحتلال تشبه إلى حد كبير ما حدث في الغيتو النازي، مما يجعل الوضع أكثر توتراً وخطورة. ومع إعلان الاحتلال عن سيطرته على نسبة معينة من مدينة غزة، يثير الدويري شكوكه حول مدى صحة هذه الادعاءات، مشيراً إلى أن المناطق التي دخلها الاحتلال سابقاً لم تشهد سيطرته الفعلية.










