عنوان: تحذير من موجة فيضانات “القاتلة” في جنوب السودان

في الرابع عشر من سبتمبر 2025، حذّرت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من تداعيات موجة فيضانات جديدة وصفت بـ”القاتلة” التي اجتاحت ولايات جونقلي وأعالي النيل والوحدة في شمال جنوب السودان. وقد نتج عن هذه الفيضانات نزوح أكثر من 100 ألف شخص خلال الأسابيع الأخيرة. يتخوف المفوضية من ارتفاع هذا الرقم إلى 400 ألف نازح بنهاية العام إذا استمرت الأمطار الغزيرة في الهطول. وتتوقع المفوضية أن تبلغ الأزمة ذروتها بين سبتمبر وأكتوبر، محذرة من عواقبها المدمرة على المجتمعات، مثل زيادة مخاطر العنف والجوع وعزل بعض المناطق.

أزمة إنسانية متفاقمة
تعاني جنوب السودان منذ فترة من أزمات إنسانية متعددة بسبب النزاعات المسلحة وضعف البنية التحتية وكثرة الكوارث الطبيعية. الفيضانات المتكررة قد أسفرت عن دمار المنازل والمدارس والمرافق الصحية والأراضي الزراعية، وأدت إلى نفوق الماشية وتلوث مصادر المياه، مما زاد من احتمالات تفشي الأمراض. يأتي هذا في ظل انتشار وباء الكوليرا الذي أصاب أكثر من 12 ألف نازح و3 آلاف لاجئ حتى نهاية أغسطس.

استجابة محدودة ونقص التمويل
تقدمت المفوضية بمساعدات عاجلة لنحو 150 ألف شخص من الأكثر تضررا هذا العام، وشملت النقد والمأوى ومواد الإغاثة، بالتعاون مع السلطات المحلية ووكالات الأمم المتحدة. لكن المفوضية لم تتلقى سوى ثلث التمويل المطلوب، الأمر الذي اضطرها لتقليص عملياتها في ولاية الوحدة بنسبة 70%. وللتخفيف من تأثير الكارثة، وقعت المفوضية اتفاقا بقيمة 9.9 مليون دولار مع وزارة الموارد المائية لتعزيز قدرة المجتمعات المتضررة والمستضيفة على التأقلم مع تغير المناخ.

بهذه الطريقة، تتوقع المفوضية أن تساهم هذه المشاريع في تقليل تأثير الكوارث الطبيعية على الناس في جنوب السودان، وتعزيز قدرتهم على الصمود في وجه التحديات.