(تافغغت) لقي ما لا يقل عن 2012 شخصا حتفهم في زلزال قوي ضرب المغرب ليلة الجمعة إلى السبت، مما تسبب في أضرار جسيمة ونشر الذعر في مراكش، وهي نقطة جذب سياحية، والعديد من المدن الأخرى، وفقا لتقرير رسمي جديد نُشر مساء السبت.

وأعلنت المملكة الحداد الوطني لمدة ثلاثة أيام، حسبما أعلن الديوان الملكي، عقب اجتماع ترأسه الملك محمد السادس حول هذا الزلزال، وهو أقوى زلزال يضرب البلاد حتى الآن.

ونبه الصليب الأحمر الدولي المجتمع الدولي إلى أهمية المساعدة للمغرب، مشيرا إلى احتياجاته “لأشهر أو حتى سنوات”.

ودمر الزلزال قرية تافغغت الواقعة على بعد 60 كيلومترا جنوب غرب مراكش بالكامل تقريبا، وكان مركزه على بعد نحو خمسين كيلومترا فقط، بحسب فريق وكالة فرانس برس.

ولا يزال عدد قليل من المباني قائما، فيما واصل عناصر الجيش البحث عن الجثث المدفونة تحت الأنقاض.

ذهب كثير من الناس إلى المقبرة لدفن حوالي 70 رفات. وتخللت مراسم الجنازة الصراخ والدموع.

« Trois de mes petits enfants (12, 8 et 4 ans) et leur mère sont morts, ils sont encore sous les débris, il n’y a pas si longtemps on jouait ensemble », déplore auprès de l’AFP Omar Benhanna, 72 أعوام.

تم تسجيل الزلزال بقوة 6.8 درجة في الساعة 11:11 مساءً بالتوقيت المحلي (6:11 مساءً بالتوقيت الشرقي)، وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS).

وقاس المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (CNRST) قوة الزلزال عند 7، محددا أن مركز الهزة كان يقع في إقليم الحوز جنوب غرب مدينة مراكش الذي يحظى بشعبية كبيرة لدى السياح الدوليين.

وقالت وزارة الداخلية في تقريرها الأولي الذي نشرته مساء السبت، إن الزلزال خلف 2012 قتيلا و2059 جريحا، منهم 1404 في حالة خطيرة.

ومساءً، بثت قنوات تلفزيونية صوراً جوية تظهر قرى بأكملها وبيوتها الطينية في منطقة الحوز مدمرة بالكامل.

وسجلت أكثر من نصف الوفيات في الحوز (1293) وتارودانت (452) جنوبا، وهما منطقتان ريفيتان جبليتان في قلب الأطلس الكبير، بحسب الوزارة. وأضاف أن “السلطات العامة لا تزال في حالة استنفار لتسريع عمليات الإنقاذ والإجلاء للجرحى”.

وفي قرية مولاي إبراهيم الجبلية بولاية الحوز، كان رجال الإنقاذ يبحثون عن ناجين بين أنقاض المنازل المنهارة.

وعلى مسافة غير بعيدة من هناك، كان السكان يحفرون القبور على تلة لدفن الضحايا، بحسب فريق فرانس برس الموجود في الموقع.

وذكرت وكالة المغرب العربي للأنباء أن الجيش المغربي نشر “موارد بشرية ولوجستية كبيرة، جوية وبرية”، فضلا عن فرق البحث والإنقاذ، ومستشفى ميداني بمنطقة الحوز.

وفي مراكش، عاين المغاربة يوم السبت، وبدا عليهم الذهول، الأضرار التي لحقت بمنازلهم وسط أكوام من الركام والغبار والسيارات التي سحقتها الحجارة.

“لقد رميت من سريري ولم أتمكن من النهوض على الفور لأن الاهتزاز كان قوياً للغاية. “اعتقدت أنه كان حادث تحطم طائرة”، يقول برنارد كوري، صاحب فندق يقع جنوب مراكش.

وبالإضافة إلى مراكش، شعر بالزلزال سكان الرباط والدار البيضاء وأكادير والصويرة، مما أثار حالة من الذعر بين السكان.

وخرج كثير من الناس إلى شوارع هذه المدن خوفا من انهيار منازلهم.

ودعا المركز الجهوي لنقل الدم بمراكش السكان إلى الحضور إلى مقره يوم السبت للتبرع بالدم لصالح المصابين.

وأثارت المأساة موجة من التضامن في جميع أنحاء العالم، حيث عرضت عدة دول، بما في ذلك إسرائيل وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا والولايات المتحدة المساعدة.

وحتى الجزائر المجاورة، ذات العلاقات المتوترة مع المغرب، أعلنت أنها قررت فتح مجالها الجوي المغلق منذ سبتمبر/أيلول 2021، أمام رحلات نقل المساعدات الإنسانية والجرحى.

أعلنت الجامعة المغربية لكرة القدم، تأجيل المباراة أمام ليبيريا، التي كان من المقرر إجراؤها يوم السبت بأكادير، إلى أجل غير مسمى، في إطار التصفيات المؤهلة لكأس إفريقيا للأمم.

وفي 24 فبراير 2004، هز زلزال بقوة 6.4 درجة على مقياس ريختر إقليم الحسيمة (400 كلم شمال شرق الرباط)، مما أسفر عن مقتل 628 شخصا.

وفي 29 فبراير 1960، دمر زلزال بقوة 5.7 درجة مدينة أغادير، الواقعة على الساحل الغربي للبلاد، وأدى إلى مقتل ما يقرب من 15 ألف شخص، أو ثلث سكان المدينة.