(بغداد) – قُتل قيادي وعضو آخر في جماعة الحشد الشعبي المسلحة الموالية لإيران في بغداد، الخميس، بـ”ضربة بطائرة بدون طيار” نسبت إلى الولايات المتحدة، في حادث جديد في العراق البلد المتضرر من تداعيات الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في غزة.

من جهتها، تحدثت الحكومة العراقية عن «عدوان» من قبل التحالف الدولي المناهض للجهاديين، دون أن تشير بأصابع الاتهام إلى واشنطن بالاسم.

وفي الأسابيع الأخيرة، تعرضت الجماعات المسلحة التابعة للحشد الشعبي العراقي لتفجيرات في عدة مناسبات، أعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها عن بعضها، وهي الدولة التي تكرهها الفصائل الموالية لإيران لدعمها لإسرائيل في العراق. الصراع الذي اندلع في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حماس على الأراضي الإسرائيلية.

ويتبنى سديم تابع للحشد الشعبي ويسمى “المقاومة الإسلامية في العراق” بشكل منهجي هجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ تستهدف القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المناهض للجهاديين المنتشر في العراق.

وقال مسؤول أمني، طلب عدم الكشف عن هويته، إن غارة بطائرة بدون طيار، الخميس، استهدفت “مركز دعم لوجستي للحشد الشعبي” شرقي العاصمة العراقية، موضحا أن “عنصرين (من الحشد الشعبي) ) قُتل وأصيب سبعة آخرون.

وقالت حركة النجباء، إحدى هذه الفصائل الموالية لإيران والمناهضة بشدة لأميركا، في بيان لها، إن “نائب قائد عمليات بغداد مشتاق طالب الساعدي” “استشهد في غارة أميركية”.

وأكد مصدر في الحشد الشعبي هذا النبأ ونسب الضربة إلى القوات الأمريكية.

وعندما سأله الصحفيون، لم يرد مسؤول عسكري أمريكي على الفور.

ويأتي هذا الهجوم بعد يوم من الذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني، المهندس السابق للعمليات العسكرية الإيرانية في الشرق الأوسط، الذي قتل في هجوم بطائرة أمريكية بدون طيار في يناير/كانون الثاني 2020 في بغداد.

ويحدث ذلك في سياق إقليمي شديد التوتر منذ بدء الصراع بين إسرائيل وحماس، وبعد يومين من مقتل مسؤول كبير في الحركة الإسلامية الفلسطينية في ضربة قرب بيروت، نسبت إلى إسرائيل.

وفي مقاطع الفيديو التي تم بثها على قناة تليغرام القريبة من الحشد الشعبي، يمكن رؤية الدخان يتصاعد إلى السماء من المبنى الواقع في شارع فلسطين، وهو شارع تسوق مزدحم في بغداد.

وتم تطويق موقع الهجوم، المحاط بالجدران، وحراسته من قبل قوات الحشد الشعبي التي منعت وصول الصحفيين، بحسب مصور وكالة فرانس برس.

ووصفت حكومة رئيس الوزراء العراقي محمد شيا السوداني الهجوم بأنه “تصعيد خطير وعدوان” وحملت التحالف الدولي المسؤولية عنه.

وبعد وصوله إلى السلطة بأغلبية برلمانية مؤيدة لإيران، تضطر حكومته إلى الانخراط في عملية توازن دقيقة للحفاظ على الروابط الاستراتيجية التي توحد بلاده مع واشنطن، وفي المقام الأول التحالف المناهض للجهاديين، القائم منذ عام 2014.

بعض الأحزاب التي تدعم السوداني هي الواجهة السياسية لفصائل الحشد الشعبي، وهو تحالف من الميليشيات الشيعية السابقة شبه العسكرية القريبة من إيران والتي تم دمجها الآن في القوات العراقية النظامية.

وأدان هادي العامري، أحد شخصيات الحشد الشعبي، “الجريمة البشعة التي ارتكبتها القوات الأمريكية المجرمة”، مطالبا بـ”الرحيل الفوري” للتحالف الدولي.

وكان الحشد الشعبي هدفا لعدة تفجيرات في العراق في الأسابيع الأخيرة، أعلنت الولايات المتحدة مسؤوليتها عن بعضها.

وتتعرض القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي المناهض للجهاديين المنتشرة في العراق وسوريا لهجمات بطائرات بدون طيار وصواريخ بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر بين إسرائيل وحركة حماس الإسلامية الفلسطينية في غزة.

وأعلنت جماعة تسمى “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن معظم هذه الهجمات، وهي عبارة عن سديم شكلته جماعات مسلحة تابعة للحشد الشعبي الذي يعارض الدعم الأمريكي لإسرائيل.

ومنذ 17 تشرين الأول/أكتوبر، سجلت الولايات المتحدة أكثر من مائة هجوم في العراق وسوريا ضد قواتها.

وتنشر واشنطن نحو 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا، في إطار نظام يهدف إلى محاربة عودة محتملة للجهاديين من تنظيم الدولة الإسلامية.