شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية جديدة في خان يونس بقطاع غزة، مما أدى إلى نزوح السكان بسبب التصعيد الإسرائيلي، حيث طالب الجيش مئات الآلاف من السكان بمغادرة المنطقة الشرقية لخان يونس على وجه السرعة. وبدأت الطائرات الإسرائيلية بشن هجمات أسفرت عن مقتل أكثر من 45 فلسطينياً وإصابة العديد، تمهيداً لتوغل الدبابات في المنطقة.
وأفاد شهود عيان وصحافيون بأن الجيش الإسرائيلي أصدر أوامر بإخلاء المنطقة وبدأ بشن هجمات واسعة قبل توغل الدبابات في شرق خان يونس. ولم يتضح بعد مدى توغل إسرائيل في المنطقة وكم سيظل السكان في المنطقة، التي يبلغ عدد سكانها 400 ألف فلسطيني.
يقول الجيش الإسرائيلي إنه طلب إخلاء المنطقة مؤقتاً لحماية المدنيين وأنه سيتصدى بقوة للمنظمات المسلحة في المنطقة. وشهدت المنطقة آلاف الفلسطينيين يفرون من منازلهم إلى منطقة المواصي بعد النزوح.
تأتي هذه العملية في إطار سياسة جديدة في قطاع غزة تهدف إلى تحويله إلى منطقة تشبه الضفة الغربية، حيث تستهدف القوات الإسرائيلية أي مكان أو شخص في أي وقت، بهدف ترسيخ السيطرة الأمنية المطلقة. وقد اضطرت إسرائيل في السابق لاجتياح مناطق مختلفة في غزة بزعم القضاء على قدرات “حماس” هناك.
من جهتها، اتهمت “حماس” إسرائيل بتكثيف العدوان على غزة لاستهداف المدنيين، مطالبة بتدخل المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم. ويأتي الهجوم في خان يونس في يوم 290 من الحرب، كجزء من سلسلة عمليات تجدد التصعيد في القطاع.
علاوة على ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في غزة إلى آلاف الشهداء والجرحى. وفي المقابل، أعلنت كتائب القسام التابعة لحماس عن سلسلة عمليات في غزة استهدفت مواقع عسكرية إسرائيلية.
تجدر الإشارة إلى أن العملية الإسرائيلية في خان يونس تأتي بعد استخبارات تفيد بتموضع “حماس” في المنطقة ومحاولتها تجديد قواتها. ومع ذلك، لم يتم التأكد بعد من مصير اثنين من المحتجزين في المنطقة خلال العملية السابقة.
إن التوترات الحالية في خان يونس تعكس الوضع الصعب في قطاع غزة والصراع المستمر بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وتتطلب الأوضاع الراهنة تدخل دولي عاجل لوقف هذا الدمار والعنف المتصاعد في المنطقة.