تم استئناف زراعة الأرز في العراق بعد حظر دام لمدة عامين بسبب ندرة المياه، وقد بدأ العراق في اختبار سلالة جديدة من الأرز تستهلك كميات أقل من المياه مقارنة بالسلالات التقليدية.
وفقا لوكالة رويترز، صرح وكيل وزارة الزراعة، مهدي سهر الجبوري، بأن العراق قد خصص 150 كيلومترا مربعا لزراعة الأرز هذا الموسم، مع توقعات بإنتاج يصل إلى 150 ألف طن. وتشير التقارير إلى وجود توفر أكبر للمياه بفضل الأمطار الغزيرة والفيضانات في فصل الشتاء، بالإضافة إلى وعود بتدفق مياه إضافية من تركيا.
تم فرض حظر على زراعة الأرز في العراق لمدة عامين، حيث كانت تُزرع كميات قليلة جدًا من الأرز سنويًا من أجل استخراج البذور. وقد تم ربط أزمة المياه التي شهدها البلاد بالسدود التي بنتها تركيا وإيران عند مصادر الأنهار، إضافة إلى انخفاض كميات الأمطار وتغيرات المناخ.
يعتبر العراق واحدًا من أكبر 10 مستوردين للأرز والقمح في العالم، ويستمر هذا الدعم منذ عهد صدام حسين. في الماضي، كان العراق يزرع معظم محاصيله المحلية بما في ذلك الأرز ويصدر القمح والشعير، وكان من أكبر مصدري التمور في العالم. ولكن بسبب مشاكل التربة ونظم الري السيئة والجفاف، تحول العراق إلى مشترٍ رئيسي في الأسواق العالمية.
تمكن علماء الزراعة العراقيون من تطوير سلالة جديدة من الأرز تحمل اسم “الغري”، وهي سلالة هجينة تم تجربتها بنجاح في محطة أبحاث المشخاب العام الماضي. هذه السلالة تجريبية تستخدم الرشاشات الثابتة بدلاً من الغمر، وهناك خطط لتوسيع زراعتها في المواسم القادمة.
تسعى الحكومة إلى تحويل أساليب الري التقليدية إلى استخدام أنظمة الري الثابتة وآلات البذر الميكانيكية. وستحصل المزارعون الذين يعتمدون هذه التقنيات على حوافز مالية مماثلة لتلك المقدمة لإنتاج القمح، مما يشمل رفع أسعار منتجاتهم.
تم السماح بزراعة الأرز في 5 محافظات للموسم الحالي وهي النجف والديوانية والمثنى وذي قار وبابل، حيث تم تخصيص الحصة الأكبر لمحافظة النجف. وقد أكمل موسم الزراعة في النجف وقد تم زراعة مساحة تقدر بنحو 80 كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية.
وفي الختام، يعتبر استئناف زراعة الأرز في العراق خطوة مهمة نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في الإنتاج الزراعي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد. تطوير سلالات جديدة واعتماد تقنيات زراعية حديثة يمكن أن يساهم في تعزيز القطاع الزراعي وتحقيق الاستدامة في الإنتاج الغذائي في العراق.