توفي مساء الأحد الماضي، اللواء محمد فريد التهامي، مدير المخابرات العامة المصرية السابق، بعد صراع طويل مع المرض. كان التهامي معروفًا بخصومته مع جماعة الإخوان المسلمين أثناء فترة حكم الرئيس السابق محمد مرسي.
بدأ التهامي مسيرته العسكرية عندما تخرج من الكلية الحربية في ديسمبر عام 1967. شغل مناصب قيادية مهمة داخل القوات المسلحة، وكان قائدًا لفرقة المشاة الميكانيكية. في عهد الرئيس الراحل حسني مبارك، تم تعيينه كمدير للمخابرات الحربية قبل أن يصبح رئيسًا لهيئة الرقابة الإدارية في مارس من عام 2004.
عندما تم عزل مرسي في عام 2012، تم تعيين التهامي كمدير للمخابرات العامة من قبل الرئيس المؤقت آنذاك، عدلي منصور. وظل في هذا المنصب حتى اعتزاله في ديسمبر عام 2014 بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي السلطة.
تم تكريم التهامي بوسام الجمهورية من الطبقة الأولى تقديرًا لجهوده الطويلة خلال حياته المهنية. وعلى الرغم من إبعاده عن منصبه في المخابرات العامة بسبب حالته الصحية، إلا أنه كان محل تقدير واحترام كبير في الدولة.
خلال فترة توليه إدارة المخابرات العامة، قام التهامي بزيارات مكثفة إلى عدد من الدول وعقد لقاءات مع مسؤولين عرب وغربيين. حذر في تصريحاته من خطر العنف المسلح الذي قد ينطلق عن طريق الإخوان المسلمين بعد إطاحتهم بالحكم.
في زيارته إلى الولايات المتحدة في عام 2013، حذر التهامي من خلايا إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة تسعى لتوسيع نشاطها في سيناء. وأشار إلى أن مكافحة هذه الخلايا قد تحتاج وقتًا طويلاً. كما حذر من احتمال تعرض مصادر الدخل الرئيسية لمصر، مثل السياحة وقناة السويس، لهجمات إرهابية.
بعد وفاة التهامي، نعى العديد من الشخصيات البارزة في مصر مساره المهني ودوره في مكافحة الإرهاب. لقد كانت وفاته خسارة كبيرة للبلاد، حيث كرس حياته لخدمة وحماية مصر. سيظل ذكراه خالدًا وإنجازاته محفورة في ذاكرة الشعب المصري.