في ليلة السبت، قرر عبد الرحمن مشهور وأصدقاؤه الاستمتاع بالجو اللطيف على كورنيش مدينة الحديدة اليمنية. على الرغم من مضايقات مسلحي الحوثيين، قضوا وقتهم هناك حتى وقت متأخر من الليل، وشاهدوا حرائق تلتهم خزانات النفط في الميناء الذي تعرض لقصف من قبل إسرائيل.
بالعادة، يقضي سكان الحديدة ليالي الصيف على الكورنيش للاستمتاع بالجو الجميل والهروب من ارتفاع أسعار الكهرباء. ولكن هذه المرة كانت مختلفة، حيث شعر الأهالي بالغضب والقلق والتوتر بعد معرفتهم بأن إسرائيل كانت وراء القصف. كون إسرائيل تاريخيا خصما للعرب، أثارت الهجمات مشاعر من مزيج من اللامبالاة والقلق بين السكان.
بالإضافة إلى ذلك، بدأ السكان في الانزعاج من حالة القلق المعيشي التي نتجت عن الدمار الذي خلفته القصف. رأوا خزانات الوقود تحترق وبدأوا في التفكير في سيناريوهات سيئة قد تحدث نتيجة انقطاع الوقود وتدمير ميناء الحديدة. هذا دفع الآلاف منهم للتسابق على شراء الوقود وتخزين السلع الأساسية تحسبا لأي أزمة مقبلة.
على صعيد آخر، بدأ سائقو السيارات الأجرة في التعبير عن مخاوفهم من نقص الوقود والأزمات التي قد تنشأ بسبب التوتر العسكري المتزايد. وزاد الازدحام في محطات تعبئة الوقود بعد الهجوم الإسرائيلي، مما أدى إلى إغلاق بعض الشوارع وتعطيل حركة المرور.
تعليقا على الأحداث، أكد عيبان السامعي القيادي الاشتراكي في تعز على خطورة الهجمات الإسرائيلية على الحديدة، معتبرا إياها اعتداءا سافرا وإجراميا. وأشار إلى أن هذه الهجمات قد تعزز موقف الحوثيين داخليا وخارجيا، وتؤدي إلى تفاقم الأوضاع المعيشية والاقتصادية لليمنيين.
بالنظر إلى التطورات الأخيرة، يبدي الناشطون والكتّاب في المناطق التي تسيطر عليها الحوثيون مخاوفهم من تصاعد الممارسات القمعية ضدهم بعد الهجمات الإسرائيلية. ويتوقعون بدء اختطافات جديدة وتنكيل بالمدنيين، مما يزيد من معاناة اليمنيين ويهدد بإغراق اليمن في مزيد من الحروب والأزمات.