news-17082024-021212

هاريس تبتكر استراتيجيات جديدة للانتصار في الرئاسة

«مقابلة القرن»، هكذا وصف ترمب لقاءه مع إيلون ماسك على منصة «إكس». فعلى الرغم من المشاكل الفنية، فإن اللقاء حصد نحو مليار مشاهدة على المنصات، وفق تقييم ماسك، ووصل عدد المستخدمين الذين تابعوه في ذروته إلى مليون مستخدم.

هذا الرقم القياسي يسلّط الضوء على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في استقطاب الناخبين والمتابعين حول العالم خلال هذا الموسم الانتخابي المحتدم. ويعكس نفوذ إيلون ماسك المتزايد وتأثيره على المشهد السياسي الأميركي وآراء الناخبين.

التأثير السياسي لإيلون ماسك

تزايد نفوذ إيلون ماسك على السباق الرئاسي منذ أعلن تأييده لترمب يعكس تغييراً في المشهد السياسي. تعبر ساراكشي راي، الكاتبة في صحيفة «ذي هيل»، عن استغرابها من موافقة حملة ترمب على إجراء مقابلة مع ماسك على منصته، على الرغم من التحديات الفنية التي واجهت مقابلته السابقة مع حاكم ولاية فلوريدا رون دي سانتس. وتشير إلى أن نفوذ ماسك وعدد المتابعين الضخم الذي تمتلكه منصته دفع ترمب لإجراء المقابلة.

تقول راي: «ماسك لديه نفوذ كبير في هذه الدورة الانتخابية؛ إنه شخصية استقطابية، إما أن نحبه وإما أن نكرهه، ليس هناك حل وسط. وما نراه الآن هو أنه أيّد ترمب تأييداً كاملاً، ونعلم أنه استخدم منصته لملاحقة نائبة الرئيس المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس». تشير راي إلى الفيديو المعدل عبر الذكاء الاصطناعي الذي نشره ماسك على حسابه ويظهر كامالا هاريس تنتقد بايدن.

وتضيف: «ما نراه في هذه الانتخابات هو أنها انتخابات المستقلين، إنها انتخابات الولايات المتأرجحة، إنها انتخابات جيل (زي) ومنصات التواصل الاجتماعي. رأينا ذلك مع نهوض حملة كامالا الرئيسية على (تيك توك) و(إنستغرام). فهذه انتخابات منصات التواصل الاجتماعي».

إيلون ماسك والتحديات السياسية

تشير المستشارة السياسية رينيه كار إلى أن منصة «إكس» أصبحت منصة متحيزة للغاية بعد استحواذ ماسك عليها. وتشير إلى أن المقابلة مع ترمب جذبت الناخبين المناصرين له الذين أرادوا إظهار الدعم له عبر المتابعة والتبرعات، ووفاء بوعود الحملة التي قالت إنها «ستكون أكبر ليلة لجمع التبرعات». وأشارت إلى أن الحملة جمعت أكثر من 35 مليون دولار من التبرعات بعد المقابلة.

كما يعتبر بورغات، مدير برنامج الشؤون التشريعية في جامعة «جورج واشنطن»، أن المنصة تلعب دوراً كبيراً في إيصال الرسائل إلى الناخبين، حيث يمكن للمستخدم اختيار نوع الرسائل التي يرغب في رؤيتها خلال متابعته. ويرى بورغات أن هذا الأمر يسهم في جذب الجماهير وجمع التبرعات.

مع تزايد نفوذ ماسك ووسائل التواصل الاجتماعي في الموسم الانتخابي، تتزايد التحديات المتعلقة بانتشار الأخبار المغلوطة بهدف تضليل الناخب. يقول بورغات إن هذا يشكل تحديًا كبيرًا في عصر وسائل التواصل، سواء كان إيلون ماسك يمتلك منصة «إكس» أم لا، مُشيرًا إلى حملة التضليل في انتخابات العام 2016 على «فيسبوك». ويضيف: «هذا ليس تحدياً مرتبطاً بـ(إكس) فحسب، بل بـ(فيسبوك)، و(إنستغرام)، وكل هذه المنصات».

تحدي الأخبار المغلوطة في الانتخابات

بموازاة الجدل حول نفوذ ماسك، تواجه لجنة العمل السياسي (أميركا باك) تحديات قضائية في ولايتي ميشيغان ونورث كارولاينا بسبب اتهامات بتضليل الناخب الأميركي. وتشير ساراكشي راي إلى أنه «مع اقتراب موعد الانتخابات، سنرى كثيراً من هذه الدعاوى القضائية من الجانبين».

ويعكس هذا التحدي كيف تتغير الاستراتيجيات في الحملات الانتخابية لتركز بشكل أساسي على وسائل التواصل. تقول كار: «الناخبون هذا العام هم الجيل الذي اضطر إلى تحمل وباء (كورونا)، ولم يحضر حفلات التخرج. إنهم الآن قادرون على التصويت، في حين لم يتمكنوا من ذلك من قبل بسبب صغر سنهم. واستهدافهم الآن من قبل الحملات الانتخابية هو فرصة؛ لذا فمن الذكاء جداً استهداف الشباب والعقليات الشبابية عبر وسائل التواصل».

المشاهير في السياسة

إيلون ماسك ليس المؤثر الوحيد خارج الساحة السياسية الذي يسعى إلى المشاركة في السباق الانتخابي. فثمة مشاهير آخرون ينشطون في القضايا الاجتماعية والسياسية، وتسعى الحملات الانتخابية لاستقطاب دعمهم لتحفيز الناخبين وجمع التبرعات.

تسعى حملة هاريس إلى استقطاب دعم تايلور سويفت، المغنية المشهورة، لدعم المرشحة الديمقراطية. ويقول بورغات إن إشراك المشاهير في السباق الانتخابي يهدف إلى استقطاب المعجبين بهم لدعم مرشحيهم. ويشير إلى دور المشاهير والمؤثرين في جذب الانتباه وجمع التبرعات.

وتضيف ساراكشي راي: «بالنظر إلى مدى أهمية تايلور سويفت على الساحة الفنية، فإن تأييدها لأي مرشح سيكون خبراً ضخماً، وستتعرض للهجوم على هذه الجبهة لمجرد التأييد السياسي».

وتشدد راي على أن الحملات الانتخابية تتغير استراتيجياتها لتركز على وسائل التواصل وجذب الشباب. وتقول: «الأمر يقتصر على حضورك للتصويت فحسب، وهذا تحدٍّ تواجهه الحملات الانتخابية طوال الوقت. وأعتقد أن هذا التحدي تفاقم مع وسائل التواصل الاجتماعي».

بهذه الطريقة، يظهر كيف تتغير الديناميات في المشهد السياسي مع مشاركة المشاهير والمؤثرين في السباق الانتخابي. ويعكس هذا التحول كيف يتم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كأداة أساسية لجذب الانتباه وجمع الدعم والتبرعات.

تحديات مواجهة الأخبار المغلوطة

مع تزايد نفوذ ماسك وتأثيره على السباق الرئاسي، تتزايد التحديات المتعلقة بانتشار الأخبار المغلوطة والتضليل. يقول بورغات إن هذا يشكل تحدياً كبيراً في عصر وسائل التواصل، سواء كان إيلون ماسك يمتلك منصة «إكس» أم لا. ويشير إلى حملة التضليل في انتخابات العام 2016 على «فيسبوك»، مُذكراً بأهمية التصدي لانتشار المعلومات الخاطئة.

ويضيف بورغات: «هناك دراسة تلو الأخرى تشير إلى أن المعلومات الخاطئة تنتشر بسرعة فائقة، لدرجة أنه حتى لو حاولنا ضبطها فلن نتمكن من تصحيحها تماماً. إذن هذا ليس تحدياً مرتبطاً بـ(إكس) فحسب، بل بـ(فيسبوك)، و(إنستغرام)، وكل هذه المنصات».

وبهذه الطريقة، يبرز التحدي الذي تواجهه الحملات الانتخابية في مواجهة انتشار الأخبار المغلوطة وضرورة التصدي للتضليل والتلاعب السياسي.

بالختام، يمثل تأثير إيلون ماسك والمشاهير الآخرين في المشهد السياسي تحولاً هاماً في الطريقة التي تتم بها الحملات الانتخابية واستقطاب الناخبين. ومع تزايد الاهتمام بوسائل التواصل الاجتماعي، تتزايد التحديات والفرص في تأثير الرأي العام وجمع الدعم والتبرعات. ولذلك، يتعين على الحملات الانتخابية أن تكون حذرة ومستعدة لمواجهة التحديات المتزايدة في هذا العصر الرقمي.