قروض الصين واستثماراتها في أفريقيا: تنمية اقتصادية أم مساع للسيطرة؟
في الوقت الذي تستعد فيه الصين خلال الشهر المقبل لاستضافة زعماء من دول أفريقية لحضور منتدى التعاون الصيني الأفريقي، تتركز الأنظار على استثمارات بكين وقروضها في القارة السمراء.
تزايد الإقراض الصيني لأفريقيا
وفقًا لدراسة مستقلة أجرتها اليوم الخميس، وافق مقرضون صينيون على قروض بقيمة 4.61 مليارات دولار لأفريقيا العام الماضي، بما في ذلك تسهيلات نقدية تبلغ نحو مليار دولار للبنك المركزي المصري. يعتبر هذا الرقم زيادة عن السنوات السابقة ويعكس حرص الصين على دعم الاقتصادات النامية.
تراجع الإقراض بسبب جائحة كورونا
على الرغم من أن أفريقيا كانت تستقبل أكثر من 10 مليارات دولار سنويًا من الصين بين عامي 2012 و2018 كجزء من مبادرة الحزام والطريق، إلا أن الإقراض تراجع بشكل حاد منذ بداية جائحة كورونا في عام 2020. ويعكس حجم الإقراض الزيادة الملحوظة في العام الماضي، مما يظهر التزام الصين بتقليل المخاطر المرتبطة بالديون.
الاستثمارات في مشاريع البنى التحتية
يأتي ذلك في سياق استعداد بكين لاستضافة زعماء من دول أفريقية في منتدى التعاون الصيني الأفريقي، حيث تمنح الصين قروضًا كبيرة لمشاريع البنية التحتية في القارة، مثل مشروع سكك حديدية في نيجيريا ومشروعات للطاقة الشمسية والكهرومائية.
تحولات في سياسة الاستثمار الصينية
في السنوات الأخيرة، انتقلت الصين إلى المرتبة الأولى في تقديم القروض الثنائية للدول الأفريقية مثل إثيوبيا. وتشير الدراسات إلى أن الصين تتجه نحو تمويل مشاريع الطاقة المتجددة بدلاً من الفحم، مما يعكس التزامها بالتنمية المستدامة.
تأثير الاستثمارات الصينية في أفريقيا
مع تزايد الاستثمارات الصينية في أفريقيا، تتفاوت نتائج هذه المشاريع. بينما تعاني بعض الدول من مشاكل في التنفيذ والتخطيط، تُتهم الصين أحيانًا بالاستغلال المفرط للموارد الطبيعية في هذه الدول، مما يثير توترات سياسية واقتصادية.
التحديات والآثار السلبية
تظهر التقارير أن الدول الأفريقية التي تلقت استثمارات صينية تجد نفسها غارقة في الديون دون تحقيق الفوائد المرجوة. ويعتبر هذا تحديًا كبيرًا يجب مواجهته من قبل الحكومات المحلية.
سيطرة الصين على المشاريع
وفقًا للتقارير، تفرض الصين سيطرتها على المشاريع التي تمولها في حال عدم قدرة الدول المتلقية على سداد الديون. هذا الأمر يثير مخاوف بشأن السيادة الوطنية ويجعل البلدان الأفريقية تعتمد بشكل كبير على الاستثمارات الصينية.
استراتيجية التنمية المستدامة
لتحقيق تنمية اقتصادية حقيقية، يجب على الدول الأفريقية العمل على تحسين التخطيط والتنفيذ للمشاريع التي تمولها الصين. كما ينبغي تعزيز الشراكات الاقتصادية التي تعود بالفائدة على الطرفين.
الختام
باعتبار الصين شريكًا استراتيجيًا مهمًا لدول أفريقيا، يجب أن تكون الاستثمارات الصينية موضع دراسة مستفيضة. يتعين على الحكومات المحلية والشركات الصينية العمل معًا لضمان تنفيذ مشاريع ناجحة ومستدامة.