news-10092024-113914

مكالمة عسكرية صينية أميركية: تحذير واشنطن من تحركات خطرة

أعلنت بكين أن مسؤولين عسكريين كبارا من الصين والولايات المتحدة أجروا اليوم الثلاثاء مكالمة عبر الفيديو، في وقت يحاول فيه البلدان منذ العام الماضي الحفاظ على الحوار رغم الخلافات التي تباعد بينهما.

وقالت وزارة الدفاع الصينية، في بيان، إن رئيس قيادة المسرح الجنوبي للجيش الصيني وو يانان أجرى صباح اليوم مكالمة عبر الفيديو مع صامويل بابارو، رئيس القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي.

وأضافت الوزارة أن المسؤولين تبادلا وجهات النظر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ويأتي هذا الحوار العسكري الرفيع المستوى بين الخصمين الجيوسياسيين في أعقاب زيارة قام بها في أواخر أغسطس/آب مستشار الأمن القومي الأميركي إلى الصين والتي كانت أول زيارة من نوعها منذ 2016.

وتعد التجارة واحدا من مجالات الخلاف العديدة بين القوتين العالميتين، إلى جانب التنافس في التكنولوجيا والتوترات في بحر جنوب الصين وكذلك ملف تايوان.

لكنّ بكين وواشنطن تحاولان منذ العام الماضي مواصلة الحوار رغم الخلافات بينهما.

وفي السياق ذاته، قالت القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي إن بابارو حث الجيش الصيني على إعادة النظر في تكتيكات بكين “الخطرة والقسرية” والمحتمل أن تكون تصعيدية في بحر جنوب الصين وأماكن أخرى.

التحديات الجيوسياسية بين الصين والولايات المتحدة

على الرغم من الجهود التي تبذلها الصين والولايات المتحدة للحفاظ على الحوار والتواصل بينهما، إلا أن التحديات الجيوسياسية بين البلدين تبقى قائمة ولا تزال تشكل تهديدًا للأمن والاستقرار العالميين.

يتركز الصراع بين الصين والولايات المتحدة على عدة جوانب، منها الصراع التجاري والتكنولوجي، إلى التوترات البحرية في بحر جنوب الصين والقضايا المتعلقة بتايوان. تتباين وجهات النظر بين البلدين في هذه القضايا، مما يزيد من حدة الصراع والتوتر بينهما.

أهمية الحوار العسكري بين الصين والولايات المتحدة

يأتي الحوار العسكري بين الصين والولايات المتحدة في ظل تصاعد التوترات بين البلدين، وهو يعتبر وسيلة للتواصل والتفاهم المباشر بين القوات العسكرية وقياداتهم. يساهم الحوار العسكري في تقليل احتمالات الصدامات العسكرية غير المرغوب فيها وتبادل وجهات النظر حول القضايا العسكرية ذات الاهتمام المشترك.

تعتبر الصين والولايات المتحدة من بين أكبر القوى العسكرية في العالم، ولذلك فإن الحوار العسكري بينهما يعتبر أمرًا حيويًا للحفاظ على السلم والاستقرار العالميين. من خلال تبادل الآراء والمواقف بشكل مباشر، يمكن تجنب التصعيد العسكري والتعاون على حل القضايا العسكرية الملحة.

تحذيرات واشنطن من تحركات خطرة

في سياق المكالمة العسكرية بين الصين والولايات المتحدة، أبدى رئيس القيادة العسكرية الأميركية لمنطقة المحيطين الهندي والهادي، صامويل بابارو، تحذيرات من تحركات خطرة من جانب بكين.

حث بابارو الجيش الصيني على إعادة النظر في تكتيكاته “الخطرة والقسرية”، التي قد تؤدي إلى تصعيد التوترات في مناطق مثل بحر جنوب الصين. يعتبر هذا التحذير إشارة واضحة إلى التوترات العسكرية القائمة بين البلدين وضرورة اتخاذ إجراءات لتجنب أي صدامات تصعيدية غير مرغوب فيها.

تتمحور التحذيرات من واشنطن حول السلوك العسكري الصيني في مناطق النزاع، حيث تسعى الولايات المتحدة إلى تهدئة التوترات وتحقيق الاستقرار الإقليمي. يعتبر هذا النهج جزءًا من الجهود الدولية للحفاظ على السلم والاستقرار العالمي.

الخطوات المستقبلية للصين والولايات المتحدة

من المهم أن تتبادل الصين والولايات المتحدة المزيد من الحوارات العسكرية وتعزيز التعاون العسكري المشترك من أجل تجنب التصعيد العسكري وتحقيق الاستقرار الإقليمي والعالمي.

على الصين أن تأخذ بعين الاعتبار تحذيرات واشنطن وتعكف على تقديم تعهدات واضحة بتجنب أي تحركات قد تزيد من التوترات العسكرية. من جانبها، يجب أن تعزز الولايات المتحدة التعاون الدولي والحوار المباشر مع الصين بهدف تحقيق الاستقرار والسلام العالمي.

تتطلب العلاقات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة تعاونًا وتفاهمًا مشتركين، وهو ما يمكن أن يسهم في تحقيق السلم والاستقرار العالميين. يجب على البلدين العمل سويًا من أجل التغلب على التحديات الجيوسياسية والتعاون في مجالات الاهتمام المشترك.