هل سيشعل حزب الله الصراع بعد انفجار البيجر ومقتل القادة؟
يُقال إن الخاسر في معارك “عض الأصابع” هو من يصرخ أولاً، وقد تصاعدت حدة التوتر بين إسرائيل وحزب الله، حيث بدأ كلاهما في محاولة استفزاز الآخر بشكل متزايد.
في مناورته الأخيرة، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في منتصف سبتمبر/أيلول 2024، إضافة هدف جديد لأهداف الحرب التي يسعى إليها منذ أكثر من عام، وهو “إعادة المستوطنين إلى بيوتهم في الشمال”. تم إجلاء ما لا يقل عن 60 ألف إسرائيلي من المناطق الحدودية مع لبنان خوفًا من تكرار ما حدث لسكان مستوطنات غلاف غزة.
لتحقيق هذا الهدف، قام نتنياهو بتحسين قدراته العسكرية، وبدأ في تنفيذ خطط محددة سبق وأعدها الموساد منذ سنوات. بدأ الهجوم بتفجير حوالي 3000 جهاز بيجر في أجساد أعضاء حزب الله ومواطنين لبنانيين آخرين في منازلهم وشوارعهم وأسواقهم.
لم يمر الحزب طويلاً من دون أن يتعرض لهجمات أخرى، حيث تم تفجير مئات أجهزة اللاسلكي طراز “إيكوم اليابانية” في المئات من أعضاء الحزب، مما أسفر عن مقتل حوالي 40 شخصًا وإصابة آلاف آخرين، بعضهم بجروح خطيرة.
في اليوم التالي، تم استهداف مبنى سكني في الضاحية الجنوبية ببيروت، حيث كان قادة عسكريون من حزب الله يجتمعون، وأسفر الهجوم عن مقتل حوالي 60 شخصًا وإصابة العديد، بالإضافة إلى تأكيد الحزب على وجود عدد من القادة الذين قتلوا في الهجوم.
تشير المعلومات إلى أن إسرائيل كانت تخطط لهذه الهجمات منذ فترة طويلة، وقد قامت بتخريب سلاسل توريد معدات الاتصال الخاصة بحزب الله. يثير هذا السؤال حول سبب اختيار إسرائيل للضغط على الحزب الآن.
على الجانب الآخر، قام حزب الله برد فعل سريع على هذه الهجمات، حيث نفذ هجمات صاروخية واسعة النطاق، مستهدفًا مناطق في إسرائيل بما في ذلك جنوب حيفا. استخدم الحزب صواريخ جديدة ذات مدى طويل، مما يظهر قدرته على الرد بقوة.
رغم تصاعد التوتر بين الجانبين، إلا أنه لم يتم اللجوء إلى حرب شاملة بعد. يبدو أن كلا الطرفين يعملان ضمن إطار التصعيد دون الوصول إلى حرب شاملة، حيث لم يتم استهداف البنية التحتية المدنية في لبنان حتى الآن.
تحاول إسرائيل تحقيق أهدافها من خلال تكثيف الهجمات على حزب الله، في حين يحاول الحزب اللبناني الحفاظ على موقفه والرد بشكل فعال على الهجمات الإسرائيلية. الوضع يبدو معقدًا ومشحونًا بالتوترات، ولا يمكن التنبؤ بتطوراته المستقبلية.
إن ما يحدث بين إسرائيل وحزب الله يمثل تحديًا كبيرًا للمنطقة، وقد يؤدي إلى تصاعد الصراع إلى حرب شاملة إذا لم يتم التوصل إلى حل سلمي ومستدام. يجب على الأطراف المعنية أن تتحرك بحكمة وتجنب الانزلاق نحو الصراع المسلح الواسع النطاق.
السلامة والاستقرار في المنطقة هما الأمران الأساسيان التي يجب أن تكون هناك جهود مشتركة لتحقيقهما. من المهم أن تتبنى الأطراف الدولية والإقليمية مواقف حكيمة وتعمل على استئناف عملية السلام والحوار لتجنب تفاقم الصراع وحدوث مزيد من الانزلاقات الخطيرة.
من الضروري أن تكون الحكومات والمنظمات الدولية على استعداد للتدخل ووضع حد للتصعيد وتحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة. يجب على الجميع أن يعملوا بجدية على تجنب الحروب والصراعات الدموية التي تؤدي إلى دمار هائل ومأساة إنسانية لا يمكن تصورها.
إن الوضع الحالي يتطلب حلاً سلمياً ومستداماً، ويجب على الجميع التعاون والتضامن من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. لا يمكننا السماح بتفاقم الصراع والتصعيد، بل يجب علينا أن نعمل معًا من أجل بناء مستقبل أفضل للجميع.