news-24092024-095527

تمكن علماء من جامعة ساوثهامبتون البريطانية من تحقيق إنجاز علمي مهم، حيث أعلنوا عن تخزين الجينوم البشري بالكامل في شريحة بلورية خماسية الأبعاد. هذا الإنجاز يعتبر خطوة نحو تقنيات تخزين المعلومات المتقدمة، والتي يمكن أن تكون ذات أهمية كبيرة في المستقبل.

الجينوم البشري يُعتبر كتاباً يحمل الشفرات الوراثية التي تحدد خصائص الفرد، بداية من السمات الظاهرية مثل لون العيون والشعر، وصولاً إلى التركيبات الدقيقة في الجسم. وتخزين هذا الجينوم بشكل كامل في شريحة ذاكرة بلورية يفتح آفاقاً جديدة في مجال البحث العلمي والتقني.

تفاصيل التخزين في الشريحة البلورية تشمل القدرة على تحمل درجات حرارة منخفضة جداً ودرجات حرارة عالية تصل إلى ألف درجة مئوية، بالإضافة إلى قدرتها على تحمل قوة التأثير المباشر بشكل كبير. وبفضل هذه القدرات، يمكن للشريحة البلورية البقاء دون تلف لمليارات السنين، مما يضمن حفظ البيانات بشكل دائم وآمن.

عملية بناء هذه البلورات تشمل استخدام أشعة الليزر فائقة السرعة لنقش البيانات بدقة في فراغات نانوية داخل السيليكا. وبفضل هذه التقنية التي تستخدم خمسة أبعاد، يتم تخزين معلومات بشكل متقدم ومتطور، مما يجعلها تحمل الرقم القياسي العالمي لأكثر مواد تخزين البيانات متانة.

من جانب آخر، يتم التفكير في مستقبل الاستفادة من هذه التقنية في سياقات متنوعة، بما في ذلك حفظ الأنواع المهددة بالانقراض واستعادة كائنات منقرضة. وفي ظل التحديات البيئية التي تواجه الكوكب، قد تكون تقنية تخزين الجينومات ذات الخمسة أبعاد حلاً للحفاظ على التنوع البيولوجي والوراثي.

تحديات وآفاق التطبيقات المستقبلية

رغم الإنجاز الكبير في تخزين الجينوم البشري بالكامل، إلا أن هناك تحديات تقنية تواجه استفادة كاملة من هذه التقنية. من بين هذه التحديات، كيفية استرجاع البيانات المخزنة بدقة وفعالية، وكذلك كيفية توجيه هذه التقنية للاستفادة القصوى منها.

بالإضافة إلى ذلك، ينبغي النظر في تطبيقات مستقبلية محتملة لهذه التقنية، مثل استعادة الأنواع المنقرضة وحفظ التنوع الوراثي. وقد يكون لتقنية تخزين الجينومات ذات الخمسة أبعاد دور كبير في مواجهة تحديات البيئة والاستدامة على مستوى الكوكب.

دور التقنية في مستقبل الحفاظ على التنوع الوراثي

توضح التقنيات الحديثة في مجال تخزين البيانات والمعلومات الوراثية أن هناك إمكانيات كبيرة للاستفادة منها في حفظ التنوع الوراثي والبيولوجي. ومن خلال تعزيز القدرة على تخزين الجينومات بشكل دقيق وآمن، يمكن للبشرية التصدي للتحديات البيئية بشكل فعال ومستدام.

بالنظر إلى التطورات السريعة في مجال البيولوجيا الصناعية والتقنيات الحديثة، يمكن أن تلعب تقنية تخزين الجينومات دوراً حاسماً في مستقبل الحفاظ على التنوع الوراثي والاستدامة البيئية. وقد يكون لها تأثير كبير في تطوير علاجات جديدة واستعادة الأنواع المنقرضة.

الجهود البحثية والتقنية المبذولة في مجال تخزين الجينومات تمثل خطوة هامة نحو بناء مستقبل أفضل وأكثر استدامة. ومن المهم أن نستمر في دعم هذه الابتكارات والتطورات التقنية التي قد تحدث تغييراً جذرياً في مجالات عدة، بما في ذلك البيولوجيا والحفاظ على التنوع الوراثي.