news-25092024-121659

تأثير الركود الألماني على الهبوط الناعم في أوروبا

في حين تنعم الأسواق الأميركية بالأمل في «هبوط ناعم»، فإن أحدث ركود في أكبر اقتصاد بأوروبا يثير تساؤلات أكثر جدية على الجانب الشرقي من المحيط الأطلسي.

تأثير الركود الألماني
بعد الصدمات التي تعرضت لها الصناعة الألمانية في السنوات القليلة الماضية، بما في ذلك الصدمات المرتبطة بأزمة أوكرانيا والمنافسة المتزايدة من الصين في قطاع السيارات، يبدو أن الركود الحالي يضعف الاقتصاد الألماني بشكل أكبر. وفقًا لوكالة “رويترز”، تعاني الصناعة الألمانية من ضغوط هائلة من العديد من الجوانب، بما في ذلك محاولات فاشلة لدخول سوق السيارات الكهربائية وارتفاع الديون.

تحذيرات من انكماش الناتج المحلي الإجمالي
خبراء اقتصاديون يحذرون من انكماش عميق في الناتج المحلي الإجمالي بسبب الركود الألماني. وفقًا لبنك “آي إن جي”، يُعتبر تتبع البيانات الاقتصادية الألمانية مثل “المشي لمسافات طويلة في شارع الأحلام المحطمة”. وعلى الرغم من التعافي الذي شهده الاقتصاد الألماني في وقت سابق من هذا العام، إلا أن مسوحات الأعمال في سبتمبر تشير إلى انتكاسة جديدة، جزئيًا بسبب تراجع الصين كأكبر شريك تجاري لألمانيا.

تأثير الركود على قطاع التصنيع
يعاني قطاع التصنيع في ألمانيا من انكماش عميق مرة أخرى، وفقًا لتقارير “ستاندرد آند بورز غلوبال” واستطلاع “إيفو”. شهد مؤشر “ستاندرد آند بورز غلوبال” أكبر انخفاض له في 7 أشهر في سبتمبر، بينما انخفض مؤشر “إيفو” للتصنيع إلى أدنى مستوى له منذ جائحة “كوفيد-19”.

توقعات انكماش الناتج المحلي الإجمالي
تخطط المعاهد الاقتصادية الكبرى في ألمانيا لخفض توقعاتها لعام 2024، حيث يُتوقع انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 0.1 في المائة ليكون الانكماش السنوي الثاني على التوالي. يثير هذا الانكماش المخاوف من “الهبوط الناعم” على الاقتصاد الألماني.

تحديات قطاع السيارات
يُعتبر قطاع السيارات من أكبر القطاعات التي تتأثر بالركود الألماني، حيث يُقدر أنه يمثل نحو 7 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للاتحاد الأوروبي. يواجه القطاع تحديات كبيرة من المنافسة الصينية وزيادة تكاليف الإنتاج والطاقة.

تأثير الركود على السوق المالية
على الرغم من المشكلات الاقتصادية، تظهر مؤشرات السوق الألمانية أداءً جيدًا، حيث سجلت الأسهم الرئيسية مستويات قياسية مرتفعة. وبالرغم من ذلك، يواجه اليورو ارتفاعًا مقابل الدولار، مما يعكس الضغوط التي تواجهها الاقتصاد الألماني.

تحديات مستقبلية
مع اقتراب موعد الانتخابات الأميركية وتصاعد التوترات التجارية، يبدو أن الضغط على الاقتصاد الألماني سيزداد. يُرجح أن يستمر الركود في قطاع السيارات وسيكون من الصعب لألمانيا الخروج من حالة الانكماش.

في الختام، يبدو أن الركود الألماني يلقي بظلاله على الاقتصاد الأوروبي بشكل عام، مما يتطلب تدابير عاجلة لتحفيز النمو وتعزيز الثقة في السوق.