
رفض الرئيس الجنوب أفريقي، سيريل رامافوزا، بشدة الترهيب في أعقاب الانتقادات اللاذعة التي وجهت لحكومته من قبل كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم الرئيس دونالد ترمب، وفقًا لما ذكرته وكالة الصحافة الفرنسية.
وأكد رامافوزا خلال كلمة له اليوم الخميس، أن جنوب أفريقيا لن تنحني للضغوط، مشيرًا إلى أن العالم يشهد تزايد القومية والحمائية والسعي لتحقيق مصالح ضيقة، معبرًا عن عزمهم على الوقوف بقوة في وجه تلك التحديات.
وقال رامافوزا: “هذا هو العالم الذي نعيش فيه في جنوب أفريقيا، اقتصادنا نامٍ ويجب أن نواجه تلك التحديات بثقة وليس بالخوف”.
وأضاف: “كشعب جنوب أفريقيين، نحن شعب مرن ولن نستسلم للترهيب”.
مقارنة الآراء في قضية الأراضي
تعد قضية الأراضي في جنوب أفريقيا محورًا للجدل والانقسامات، حيث تعكس الجهود المبذولة لمعالجة العدم المساواة التاريخية منذ نظام الفصل العنصري انتقادات حادة من المحافظين والشخصيات المؤثرة في المجتمع، مثل إيلون ماسك، الملياردير الجنوب أفريقي المولود.
وقد أثارت اتهامات ترمب لحكومة رامافوزا بـ”تصادر” الأراضي من خلال قانون مصادرة الأراضي، جدلاً واسعًا، حيث ينص القانون على إمكانية عدم تقديم تعويض مالي عن الممتلكات المصادرة لأغراض عامة في ظروف معينة.
تباين الآراء حول السياسات الاقتصادية
وفي سياق متصل، تعثرت محاولات إيلون ماسك لترخيص خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية “ستارلينك” في جنوب أفريقيا بسبب سياسة تتطلب توفير نسبة معينة من الأسهم للمجموعات المحرومة تاريخيًا، مما أثار توترًا إضافيًا في العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
وانضم وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، إلى قافلة المنتقدين، معتبرًا أن الحكومة الجنوب أفريقية تسعى لأجندة “معادية لأميركا”، وهو ما يعكس التوترات الدبلوماسية الحادة التي تعصف بالعلاقات بين البلدين.
وفي ختام كلمته، أعرب رامافوزا عن قلقه إزاء قرار ترمب تعليق المساعدات الدولية لجنوب أفريقيا، خاصة فيما يتعلق ببرامج علاج فيروس نقص المناعة البشرية، مشيرًا إلى أهمية تلك البرامج وضرورة تأمين تمويل مستدام لها.
وختم قائلًا: “نحن ندرس خياراتنا بجدية لضمان استمرار تقديم الخدمات الأساسية التي يعتمد عليها شعبنا، ونأمل في حل سريع وفعال لهذه الأزمة الإنسانية”.
وبهذا، تبقى قضية العلاقات الدبلوماسية بين جنوب أفريقيا والولايات المتحدة عالقة في منطقة ملتهبة من التوترات والتباينات، مما يتطلب حوارًا بناءً وحلولًا مستدامة لمصلحة البلدين وشعوبهم.