
7 فبراير 2025 – آخر تحديث: 7 فبراير 2025 11:42 صباحًا (بتوقيت مكة المكرمة)
نقلت المحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي مقراً لها انتقادات حادة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض عقوبات على المحكمة. في مقابل ذلك، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شكره لترامب على هذا القرار، ما أثار تحذيرات من المجلس الأوروبي حول تأثيرات سلبية لهذه الخطوة على نظام العدالة الدولية.
قرار ترامب وتفاعلاته
في يوم الخميس الماضي، وقع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، حيث أعلن حالة الطوارئ الوطنية للتعامل مع ما وصفه بأنه تهديد يمثله جهود المحكمة. وقد انتقد تصرفات المحكمة بصدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، معتبرًا أنها تستهدف الولايات المتحدة وإسرائيل دون أساس قانوني.
تشير ترامب إلى أن المحكمة تورطت في أنشطة لا أساس لها تستهدف الولايات المتحدة وإسرائيل، مما دفعه لاتخاذ هذا القرار. وفي رد فعل فوري على الأمر الجديد، أكدت المحكمة الجنائية استعدادها للدفاع عن موظفيها ودعت إلى التضامن من أجل العدالة وحقوق الإنسان.
ردود فعل دولية
من جهة أخرى، عبر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا عن قلقه إزاء تداعيات فرض العقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، حيث أكد أن ذلك يشكل تهديدًا لاستقلالها ويضر بنظام العدالة الدولية. ومن جانبها، أعربت هولندا عن أسفها لهذا القرار، مؤكدة على أهمية دور المحكمة في محاربة الإفلات من العقاب.
تتضمن العقوبات الجديدة تجميد أصول الأفراد الذين يساعدون في تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في الولايات المتحدة أو دول حليفة مثل إسرائيل، ومنعهم وعائلاتهم من دخول الولايات المتحدة. وتقوم المحكمة حاليًا باتخاذ إجراءات استباقية لحماية موظفيها من العقوبات الأميركية المحتملة، عبر دفع رواتب مقدمًا والتحضير لتحديات مالية قد تعرقل عملها.
في ديسمبر 2023، حذرت رئيسة المحكمة القاضية توموكو أكاني من أن العقوبات الأميركية قد تضر بسير العمل داخل المحكمة وتعرض وجودها للخطر. ويأتي هذا القرار بعد فترة من توجيه الولايات المتحدة عقوبات مماثلة للمحكمة الجنائية الدولية خلال عهد ترامب السابق في عام 2020.
انتقادات المحكمة الجنائية الدولية لقرار ترامب بفرض عقوبات عليها واحتفاء نتنياهو بذلك تعكس التوترات الدولية والتحديات التي تواجه نظام العدالة الدولية. تبقى مصير المحكمة ومستقبل عملها محل اهتمام دولي واسع، حيث يعكس هذا الصراع بين القوى العالمية التحولات الجيوسياسية الراهنة والتأثيرات المحتملة على العلاقات الدولية.