
تصدرت السعودية قائمة الوجهات العالمية الأكثر جاذبية للاستثمار، حيث ارتفع عدد الشركات التي اختارت المملكة كمقر إقليمي لها إلى ما يقارب من 600 شركة. تلك الأرقام المذهلة كشف عنها معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح خلال جلسة حوارية نظمتها «الجزيرة» يوم الخميس الموافق 13 فبراير 2025.
وفي معلومة مهمة، أوضح الفالح أن عدد الرخص الاستثمارية المسجلة في المملكة قفز بشكل ملحوظ من 4 آلاف في السنوات 2018 و2019 إلى 40 ألفًا حاليًا. ولا تقف الأرقام المذهلة هنا، إذ تضاعف إجمالي الاستثمار في المملكة ليصل إلى 1.2 تريليون ريال، ممثلًا نسبة 30% من حجم الاقتصاد السعودي.
التنوع الاقتصادي والثقة الاستثمارية
ومن جانبه، أشار الوزير إلى أن 72% من الاستثمارات في المملكة جاءت من القطاع الخاص، ما يعكس الثقة الكبيرة التي تحظى بها السعودية كوجهة استثمارية عالمية. ولفت الفالح إلى أن محفظة وشركات صندوق الاستثمارات العامة تمثلوا فقط 13% من إجمالي الاستثمار، مما يظهر أن القطاع الخاص يلعب دورًا حيويًا في تحقيق نمو اقتصاد المملكة.
ويعود كل هذا النجاح إلى البيئة الاقتصادية المحفزة التي توفرها المملكة، فضلاً عن تنوع الفرص الاستثمارية في مختلف القطاعات. وقد ساهمت الإصلاحات الاقتصادية الواردة ضمن رؤية 2030 في رفع تنافسية السوق المحلية وجذب كبرى الشركات العالمية إلى البلاد.
التحول الاقتصادي نحو الأفضل
وفي سياق متصل، تميزت السعودية بتحول اقتصادي ملحوظ، حيث باتت الأنشطة الاقتصادية غير النفطية تمثل 52% من إجمالي الاقتصاد. حتى في الفترات التي شهدت فيها انخفاضًا في الأنشطة النفطية، استمر معدل نمو الأنشطة غير النفطية بين 4% و5% بشكل إيجابي.
ومن الملفت للنظر أن الاقتصاد السعودي تجاوز حاجز 4 تريليونات ريال نحو 1.1 تريليون دولار، محققًا قفزات غير مسبوقة في تدفقات الاستثمار الأجنبي. وقد تضاعف رصيدها إلى 900 مليار ريال منذ إطلاق رؤية المملكة 2030.
المستقبل المشرق للاستثمار
وفي ختام جلسة الحوار، أكد الوزير على أن المملكة مستمرة في سعيها نحو تحقيق أهدافها الاستثمارية والاقتصادية، وفق رؤية سمو ولي العهد. وشدد على أهمية التعاون بين الحكومة والقطاع الخاص كمحرك أساسي لتحقيق مشاريع رائدة وخلاقة تعزز النمو والتطور الاقتصادي في المملكة.
على الرغم من التحديات التي تواجهها الاقتصادات العالمية، إلا أن النجاحات الاقتصادية التي تحققها المملكة تعكس الطموحات الكبيرة والجهود الحثيثة التي تبذلها لتحقيق التنمية والازدهار. من الواضح أن المملكة تسير بثبات نحو مستقبل واعد ومشرق يعكس رؤية استثمارية متطورة.