
سياسة الغرب وروسيا في الشرق الأوسط: توجهات السياسة الخارجية
تعد الجغرافيا السياسية وقوانينها الضاغطة على الدول، والتي تكون محور تنافس إقليمي ودولي عليها، تحديًا كبيرًا بالنسبة لسياساتها الخارجية. يصبح هذا التحدي مضاعفًا عندما تكون الدول خارجة للتو من صراع دمّرها وأفقدها سيادتها الوطنية وتتواجد على أراضيها العديد من القوات الأجنبية.
تفاصيل الصراع في سوريا
في سوريا، يظهر تحدي الجغرافيا السياسية بوضوح. على مدى ما يقرب من عقد ونصفٍ من الحرب، كان عامل المنافسة الإقليمية والدولية مهيمنًا على الأشكال الأخرى للصراع. هذا الوضع يفرض التحدي كأولوية رئيسية ينبغي التعامل معها للحد من مخاطرها على عملية التحول.
**تحدي الجغرافيا السياسية وسوريا الجديدة**
أظهر الرئيس الانتقالي أحمد الشرع قدرًا كبيرًا من الإدراك لتحدي الجغرافيا السياسية وحاجة سوريا إلى تجنب الانخراط السلبي فيه. يعكس اهتمامه بتبني استراتيجية توازنية مع روسيا هذا الإدراك بوضوح. وتبدو هذه البراغماتية مفهومة، حيث تحتفظ روسيا بقاعدتين عسكريتين في سوريا.
**تحديات توازن القوى في الشرق الأوسط**
العلاقة مع تركيا والسعودية تشكل معضلة رئيسية لمستقبل سوريا. اختيار الشرع لهذين الدولين يعكس إدراكه لأهمية تنويع الشراكات وتجنب التموضع الإقليمي في محور واحد.
**تحديات المستقبل والتعامل مع القوى الكبرى**
على مستوى العلاقة مع الغرب، تظهر أهمية تفاهم سوريا مع الدول الغربية لتحقيق التوصل إلى حلول شاملة. التحدي الجديد الناجم عن احتلال إسرائيل أجزاء من الأراضي السورية يزيد من ضغوط الحاجة لإيجاد حلول.
في النهاية، يعكس التعامل مع ملف الوجود العسكري التركي والأميركي والروسي والإسرائيلي تحديًا كبيرًا يتطلب حنكة في التوازن بين القوى الكبرى. ويتعين على سوريا التعامل بحكمة لتحقيق توازن في العلاقات الخارجية ودعم التحول بشكل فعّال.
معظم الفاعلين يسعون لنجاح التحول السوري، لكن التنافس الإقليمي والدولي سيظل عاملًا مؤثرًا. هناك مساران محتملان لتحدي الجغرافيا السياسية على التحول السوري، يجب على سوريا اتخاذ القرارات الصائبة للتعايش مع هذا التحدي.