لقد كان هناك برنامج سري تم تنفيذه في الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا في الخمسينيات من القرن الماضي، وهذا البرنامج كان يهدف إلى تجربة تأثير العقاقير والصدمات الكهربائية على العقول البشرية. المشروع السري الذي كان يعرف باسم “إم كي ألترا” (MK Ultra)، كان جزءًا من تعاون بين وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية والحكومة الكندية. البرنامج كان يستخدم مزيجًا من العقاقير الهلوسة والصدمات الكهربائية والتنويم المغناطيسي لتحقيق هدفه في التحكم في العقول وتغيير سلوك الأشخاص. تم تطوير أساليب تعذيب مبتكرة في هذا المشروع، مما يشبه الأحداث المروعة التي وردت في رواية “1984” لجورج أورويل.

تم اقتباس فيلم “المرشح المنشوري” (The Manchurian Candidate) من رواية للكاتب الأميركي ريتشارد كوندون، والذي يحكي قصة جندي أميركي تعرض للتعذيب وإعادة برمجة دماغه من قبل الشيوعيين. تم استخدام تقنيات نفسية معقدة مثل التنويم المغناطيسي لتحويله إلى آلة للقتل بأمر من الاتحاد السوفياتي. هذا الفيلم يعكس المخاوف التي عاشها المجتمع الأميركي أثناء الحرب الكورية، والقلق من انتشار الشيوعية وتأثيرها على العقول.

كما تم التركيز على دور الطبيب النفسي الأميركي سيدني غوتليب في استخدام عقار “إل إس دي” (LSD) كجزء من برنامج “إم كي ألترا”. تم اكتشاف هذه المادة من قبل الكيميائي السويسري ألبرت هوفمان، واعتبرت كاكتشاف ثوري في عالم العقاقير المهلوسة. غوتليب تمكن من تطوير هذا العقار كسلاح ضد الأعداء من خلال غسل الأدمغة والتحكم في سلوك الأشخاص. تم توزيع هذا العقار على المستشفيات والسجون والمختبرات السرية، لاستخدامه في تجارب التحكم في العقول.

بالإضافة إلى ذلك، كان هناك برنامج آخر يستخدم تقنيات التعذيب النفسي لتغيير سلوك الأشخاص، وكان يديره الطبيب الأميركي دونالد إيوين كاميرون. كانت تجاربه تشمل تطبيق الصدمات الكهربائية والتنويم المغناطيسي لتحويل عقول المرضى إلى أقرب ما يكون إلى صفحة بيضاء. هذه التجارب تركت آثارًا دائمة على الضحايا، مما جعل البرنامج يثير الجدل ويثير انتقادات شديدة.