تعرضت قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الأغذية العالمي، الأربعاء، لهجوم بالقرب من مدينة مليط التي تعاني المجاعة في شمال إقليم دارفور بالسودان، حسبما أفاد متحدث باسم البرنامج. وقال المتحدث باسم الوكالة الأممية غيفت واتاناساثورن لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» إن «ثلاثاً من بين 16 شاحنة ضمن قافلة كانت تحمل مواد غذائية منقذة للحياة» اشتعلت فيها النيران وتضررت، مؤكداً سلامة الطواقم الإنسانية. وأوضح واتاناساثورن أن الهجوم وقع بالقرب من مدينة مليط «التي تتفشى فيها المجاعة» في أثناء توجهها إلى قرية الصيّاح في ولاية شمال دارفور. ولم يحدد المتحدث الجهة المسؤولة عن الهجوم، إلا أن «قوات الدعم السريع» التي تحارب الجيش اتهمت الأخير بالوقوف وراء الهجوم. وقالت «الدعم السريع» في بيان، الأربعاء، إنها تدين «استهداف طيران (الجيش) قافلة إغاثية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي… وتدمير شاحنتين». وأشار البيان إلى «سقوط عشرات الشهداء والجرحى من المدنيين الأبرياء» من جراء الهجوم الذي وقع «في سوق مدينة مليط».
أما بالنسبة للمتحدث باسم الوكالة الأممية، غيفت واتاناساثورن، فهو أكد على ضرورة «احترام جميع الأطراف للقانون الإنساني الدولي وضمان سلامة الطواقم والإمدادات الإنسانية». وأكد أن «عاملي ومواد الإغاثة لا ينبغي أبداً أن يكونوا هدفاً» لأعمال العنف. وفي يونيو (حزيران)، قتل خمسة من طواقم الإغاثة وجُرح آخرون في هجوم استهدف قافلة مساعدات إنسانية مشتركة بين منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) وبرنامج الأغذية العالمي كانت متجهة إلى مدينة الفاشر. وتحاصر «الدعم السريع» مدينة الفاشر منذ مايو (أيار) 2024، في محاولة للسيطرة على المدينة التي ما زالت تحت سيطرة الجيش. في الأشهر الأخيرة، كثفت «قوات الدعم السريع» هجماتها على الفاشر والمخيمات المجاورة عقب انسحابها من العاصمة الخرطوم في مارس (آذار).
ومع استمرار المعارك العنيفة، يعاني السكان في منطقة دارفور من المجاعة، حيث يتعذر عليهم الوصول إلى المساعدات والمواد الطبية. في الشهر الحالي، سُجلت 63 حالة وفاة على الأقل في الفاشر بسبب “سوء التغذية”، وتم إغلاق معظم المطابخ المشتركة. باتت كثير من العائلات تعتمد على علف الحيوانات أو بقايا الطعام للبقاء. وفي دارفور، تشهد انتشارًا لعدوى الكوليرا بشكل كبير، نتيجة لنقص المياه النظيفة والرعاية الصحية. حذرت اليونيسيف من تعرض أكثر من 640 ألف طفل دون الخامسة للمرض في ولاية شمال دارفور وحدها، وسُجّلت أكثر من 2408 حالات وفاة في مختلف أنحاء السودان منذ أغسطس (آب) 2024.










