ينظر الأستاذ الجامعي حسين الغول إلى العديد من الكتب في مكتبته، والتي لم يتمكن من إنقاذها من بيته المدمر، مثل العديد من سكان قرية عرعرة في صحراء النقب. تلقى سكان بعض أحياء القرية أوامر هدم بحجة عدم قانونية البناء، ولم يكن لديهم خيار سوى هدم منازلهم بأنفسهم نظرًا لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف الهدم الباهظة.
تحت غطاء من العدوان على قطاع غزة، تسارعت إسرائيل في تدمير القرى العربية في النقب. في شهر مايو الماضي، تم هدم قرية وادي خليل وتشريد 350 من سكانها بحجة توسعة أحد الطرق. وبعد أسبوعين، تم هدم قرية أم متنان، مما ترك 200 شخص بلا مأوى. وفي الأسبوع الماضي، تم هدم حي في قرية عرعرة، مما أدى إلى تشريد 120 شخصًا آخرين.
تعيش عشيرة الغول في قرية عرعرة منذ قبل قيام دولة إسرائيل، ولكن لم يتم الاستجابة لطلبات أبنائها لترسيم حقهم في ملكية الأرض حتى الآن. يشير أحد السكان إلى أن الأمر المحزن هو أن يتم هدم منزلك بيدك. قامت السلطات بتعليق أوامر الهدم على جدران بيوت الحي قبل 5 سنوات، وطلبت من السكان الانتقال إلى أحياء مجاورة، ولكن لم توفر لهم سكنًا مؤقتًا.
عشيرة الغول حاولت التوصل إلى تسوية مع البلدية لمنع هدم منازلها، ولكن الاحتلال لم يوافق. المحامي قيس ناصر الحامدي الذي قدم الالتماس للمحكمة يقول إن الهدف من الترحيل القسري هو الضغط على البدو الذين يعيشون في الحي رقم 8. يخشى سكان القرى العربية من عدم قبولهم في مكان جديد.
يقول رئيس مجلس القرى غير المعترف بها عطية العصام إن البدو يعيشون في قلق من تصاعد وتيرة الهدم. ويشير إلى أن العنف في البلدات قد يكون أكثر بكثير من القرى الغير معترف بها. البدو يزعمون أنهم تواصلوا مع السلطات للحصول على تراخيص البناء في مواقع أخرى، لكنهم لم يتلقوا الدعم الكافي.
بهدم هذه القرى، تم وضع حوالي 800 شخص بلا مأوى منذ شهر مايو الماضي. حسين الغول يذكر كيف أن الاحتلال لا يستعجل هدم المباني اليهودية، بينما يتم هدم منازل البدو بسرعة. يتساءل لماذا يتم نقلهم إلى أماكن جديدة في حين يمكن ترخيص بيوتهم الحالية.
تتصاعد معاناة البدو في النقب، ويبدو أن السلطات الإسرائيلية لا تعطي الأمور الإنسانية اللازمة الاهتمام. الحاجة ماسة لإيجاد حلول عادلة ومستدامة لهذه القضية الإنسانية.