
احتفلت السعودية يوم الاثنين باليوم العالمي للنمر العربي، وهو الكائن المهدد بالانقراض الذي يعتبر رمزًا للتنوع الحيوي في المملكة. وقد وصفه الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وزير الثقافة ومحافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، بـ”جوهرة من بلادي”، مؤكدًا على أهمية حماية هذا الكائن الثمين.
تأتي هذه الاحتفاليات ضمن جهود مستمرة لزيادة الوعي بأهمية النمر العربي وحمايته. حيث أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 10 فبراير كيوم عالمي للنمر العربي، للتأكيد على أهمية الحفاظ على هذا الكائن النادر.
فعاليات ومبادرات
في هذا السياق، نظمت الهيئة الملكية لمحافظة العُلا العديد من الفعاليات والمبادرات لزيادة الوعي بأهمية النمر العربي ودعم جهود حمايته. من بين هذه الفعاليات كانت “مسيرة يوم النمر العربي” التي هدفت إلى توحيد الجهود في دعم النمر وإثارة الوعي بأهميته. كما تم تنظيم مباراة ودية مدرسية تمهيدًا لانطلاق دوري كرة القدم لطلاب المدارس، بهدف تعزيز الوعي البيئي لدى الشباب.
وعُقدت ورشة عمل عن دور النمر العربي في النظام البيئي، خاصة فيما يتعلق بالتراث الثقافي والطبيعي في المنطقة. تضمنت الورشة أنشطة تفاعلية لتعريف الأطفال والشباب بموطن النمر والتحديات التي يواجهها، وكيفية الحفاظ عليه.
إكثار النمر العربي
يعتبر مركز “إكثار النمر العربي” التابع للهيئة الملكية لمحافظة العُلا الوحيد من نوعه في العالم، حيث يهدف إلى زيادة أعداد النمور وحمايتها من الانقراض. منذ تأسيسه عام 2021، تمكن المركز من زيادة أعداد النمور إلى 32 نمرًا من 14، مع تسجيل ولادة 12 هرميس خلال العامين الماضيين.
وفي إطار الحفاظ على النمر العربي، حصل مركز “إكثار النمر العربي” على عضوية الرابطة الأوروبية لحدائق الحيوان والأحياء المائية (EAZA)، مما يعكس التزام الهيئة بحماية هذا الكائن النادر والمساهمة في الحفاظ على التنوع البيئي.
تعكس الجهود المبذولة في السعودية لحماية النمر العربي التزامًا قويًا بالبيئة والاستدامة، مع اهتمام كبير بالحفاظ على التنوع البيولوجي والحفاظ على البيئة الطبيعية. وتأتي هذه الجهود ضمن إطار رؤية 2030 التي تؤكد على أهمية الحفاظ على البيئة واستدامتها.
هذه الجهود لتعزيز الوعي بأهمية النمر العربي وحمايته تعكس التزام السعودية بالحفاظ على التنوع البيولوجي والحياة البرية، وتعزيز التعاون الدولي لحماية الكائنات النادرة. وتشكل الاحتفاليات باليوم العالمي للنمر العربي فرصة للتوعية بأهمية هذا الكائن الثمين وضرورة حمايته، للمساهمة في تحقيق التوازن البيئي والحفاظ على البيئة الطبيعية.