في كل عام، يأتي الـ14 من فبراير/شباط ليحمل معه أجواء من الرومانسية، الورود الحمراء، ورسائل الحب المتبادلة، إنه عيد الحب. ورغم سطوع هذا الاحتفال بالعيون، يكمن وراءه قصة تاريخية تعود لقرون، حيث يتداخل “سوق الحب” مع التقاليد الدينية والقرارات الإمبراطورية والأساطير والأهداف التجارية.

إنشاء تقليد تجاري

في العصور الحديثة، تحولت بطاقات “عيد الحب” من تعبير فردي يدوي إلى صناعة مزدهرة بعد الثورة الصناعية. أصبحت هذه البطاقات منتجًا تجاريًا يديره فنانون وكتّاب، مع تنوع في الأسعار لتناسب جميع الطبقات الاجتماعية. يعتبر الوقوف أمام رفوف بطاقات المعايدة والبحث عن تلك التي تعبر عن مشاعرنا جزءًا من تجربة الاحتفال بعيد الحب، حتى في عصر يبدو فيه الذكاء الصناعي والثقافة التجارية والاستهلاكية يسيطران.

الأصول التاريخية

تعود جذور عيد الحب إلى المهرجان الروماني القديم لوبركاليا، الذي كان يحتفل به في منتصف فبراير تكريمًا لإله الرعاة في الميثولوجيا الرومانية. وكان المهرجان يتميز بالطقوس الدموية والعنف والطقوس الجنسية، وتأتي الكنيسة المسيحية لاحقًا لإضفاء الطابع المسيحي على هذه المهرجانات الوثنية، وهكذا تحول مهرجان لوبركاليا إلى عيد القديس فالنتين.

تم احتفال بالكاهن فالنتين في يوم “عيد القديس فالنتين” منذ عام 496 ميلاديًا، حيث تم حفظ رفاته في سرداب الموتى بكنيسة سان فالنتينو في روما. ورغم اعتبار العيد بداية عيدا مسيحيا، إلا أنه لم يصبح شائعًا حتى أوائل القرن التاسع عشر، عندما حوّل التجار وأصحاب المطابع الأميركيون هذه التقاليد إلى عطلة حديثة.

لماذا سُمي عيد الحب بالفالنتين؟
كان القديس فالنتين في روما هو الأشهر بين العديد من القديسين بنفس الاسم، حيث ارتبط اسمه بعيد الحب. ولد فالنتين في أومبريا بإيطاليا عام 226 ميلاديًا، وكان كاهنًا في عهد الإمبراطورية الرومانية. يُقال إنه قام بترتيب حفلات زفاف سرية للجنود المسيحيين الذين كانوا ممنوعين من الزواج، وأعارض بشدة حظر الإمبراطور على الزواج. وفي يوم إعدامه الموافق 14 فبراير/شباط، ترك فالنتين رسالة حب لفتاة شابة وقعت في حبه.

مع صعود الرأسمالية الحديثة، أصبح عيد الحب جزءًا من دورة الاستهلاك السنوية، حيث يروج الشركات لمنتجات مرتبطة بالرومانسية لزيادة الأرباح، وتحفز الناس على الشراء تحت شعار “التعبير عن الحب”. وهنا تبقى القصة القديمة لفالنتين خلف هذا الاحتفال التجاري الضخم، تذكيرًا بأصالة الحب والتضحية التي بني عليها هذا العيد.