متجر إسرائيل: التوسع رغم الإفلاس

في مقال نُشرته صحيفة هآرتس، قام الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل بتشبيه إسرائيل بسلسلة متاجر سوبرماركت تعاني من الإفلاس بسبب الفساد الإداري، في حين تستمر في التوسع وفتح فروع جديدة. هذا التشبيه يعكس المعضلة التي تواجهها إسرائيل في ظل الأزمة الداخلية المتفاقمة، مع استمرار السياسات التوسعية في الضفة الغربية والعمليات العسكرية في غزة ولبنان وسوريا، دون النظر إلى التحديات الداخلية.

تحقيقات الإفلاس والأمن الداخلي

في الوقت الذي تتواصل فيه التحقيقات حول فشل إسرائيل الأمني في هجوم أكتوبر 2003، تكشف النتائج عن قصور كبير في منظومة الأمن والاستخبارات. هذا الضعف سبب إحدى أخطر الهجمات على إسرائيل من قبل المقاومة الفلسطينية، مؤديًا إلى خسائر بشرية فادحة. الحكومة تواصل سياستها التوسعية دون مراجعة استراتيجية واضحة لإنهاء الحرب، مما يزيد من التوتر الداخلي والاحتجاجات على أداء القيادة.

إنكار الواقع والإدارة السياسية

تصر إسرائيل على سياستها التوسعية رغم الفشل والخسائر الكبيرة، مما يعكس نمطًا من الإنكار السياسي والإداري. الحكومة تغض الطرف عن المشاكل الأساسية وتركز على تصدير الأزمات بدلاً من حلها، مما يشبه صاحب متجر مفلس يفتح فروعًا جديدة بدلاً من إصلاح الأمور. يظهر تهور الإدارة في التعامل مع الخسائر وتجاهلها على أنها “أضرار عرضية”، مما يثير استياء الجماهير ويؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات.

الاستمرار في التوسع والتحديات السياسية

رغم عدم حل الأزمات الداخلية، تتوسع إسرائيل في مناطق مثل غزة ولبنان وسوريا، مواجهة أزمات إنسانية وسياسية عميقة. الحكومة تتبنى سياسات تصعيدية دون رؤية إستراتيجية واضحة، مما يزيد من الصراعات الداخلية ويعرض المواطنين لتكاليف باهظة. يظهر وضع إسرائيل في المناطق المحتلة كما لو كانت تحاول تحويل الانتباه عن الأزمات الداخلية بدلاً من وضع استراتيجيات أمنية مدروسة.

يجب على الإمبراطوريات الأكبر والأكثر قوة أن تتعلم الدرس التاريخي الصعب، وهو أن الوجود العسكري في المناطق المحتلة لا يضمن الأمن. الحفاظ على الاستقرار الداخلي وقوة الدولة هو الضروري لاستمراريتها، ويجب على الحكومة الإسرائيلية أن تأخذ هذا الدرس على محمل الجد.