
قدم مئات الدبلوماسيين الأمريكيين احتجاجًا على تفكيك وكالة التنمية الدولية، وذلك من خلال رسالة وجهوها إلى وزير الخارجية ماركو روبيو. وفي هذه الرسالة، أعرب الدبلوماسيون عن قلقهم إزاء تأثيرات إيقاف المساعدات الخارجية تقريبًا على السلامة الدبلوماسية، وعلى القوات الأمريكية في الخارج، وعلى حياة الملايين الذين يتوقفون على تلك المساعدات.
وفي تصريح لمسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، أكد أن أكثر من 700 دبلوماسي وقعوا على هذه الرسالة. وتضمنت الرسالة التي تمت مشاهدتها من قبل وكالة رويترز أن “تجميد وإنهاء عقود المساعدات والدعم الخارجي دون مراجعة جادة يهدد شراكاتنا مع حلفائنا الرئيسيين، ويقوض الثقة، ويمهد الطريق أمام الخصوم لزيادة نفوذهم”.
ويأتي هذا الاحتجاج في إطار قرار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، ضمن سياسته الشهيرة “أميركا أولا”، بوقف مؤقت لمدة 90 يومًا لجميع المساعدات الخارجية عند عودته للرئاسة في 20 يناير. وقد أدى هذا القرار إلى تعثر العمليات التي كانت تقوم بها وكالة التنمية الدولية في مختلف أنحاء العالم، وتقويض توفير المساعدات الغذائية والطبية الحيوية، مما أدى إلى فوضى في جهود الإغاثة الإنسانية على المستوى العالمي.
رسالة الاحتجاج وتداعياتها
ومن بين النقاط الرئيسية التي تضمنتها رسالة الدبلوماسيين الأمريكيين، كانت تأكيدهم على أن تفكيك وكالة التنمية الدولية يمثل خطراً على زعامة الولايات المتحدة وأمنها، وأن ذلك قد يتيح للصين وروسيا الفرصة لتعزيز نفوذهم العالمي.
وفي هذا السياق، أشار الدبلوماسيون إلى أن الإجراءات التي اتخذها الرئيس ترامب قد تسبب تقلصاً في الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها، مما قد يؤثر سلبًا على العلاقات الخارجية للبلاد في المستقبل.
وفي نهاية اليوم، يبدو أن هذا الاحتجاج يعكس قلقًا عميقًا بين الدبلوماسيين الأمريكيين بشأن تأثيرات سياسات الإغاثة الخارجية التي تم اتخاذها، وكيف يمكن أن تؤثر هذه السياسات على العلاقات الدبلوماسية والأمن القومي للبلاد.
وبهذا، يظل من الضروري التأكيد على أهمية الحوار المفتوح بين القيادات السياسية والدبلوماسية في الولايات المتحدة، من أجل تحقيق التوازن المطلوب بين الاهتمامات الداخلية والتزامات الخارجية للبلاد.