تسلّم صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز، أمير منطقة تبوك، التقرير السنوي لأعمال فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة للعام 2024م. جاء ذلك خلال لقاء سموه في مكتبه أمس، مدير عام فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة بالمنطقة المهندس أمجد بن عبدالله ثلاب.

في هذا اللقاء الهام، أشار سمو الأمير إلى أهمية القطاع الزراعي في المملكة العربية السعودية، ودوره الحيوي في تحقيق الاستدامة البيئية وتوفير الغذاء الصحي للمجتمع. لقد أكد سموه على أن القطاع الزراعي يحظى برعاية خاصة من قبل جلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، مما يجعل تعزيز الجهود المشتركة لخدمة المزارعين في منطقة تبوك أمرًا ذا أهمية بالغة.

أثناء الاستماع للشرح الوافي حول الخدمات والمهام المناطة بالفرع، وأهم المهرجانات الزراعية التي نظمها الفرع في مختلف مناطق تبوك، تبيّنت أهمية هذه الفعاليات في دعم المزارعين المحليين وتعزيز الوعي البيئي بين السكان المحليين. وكان من اللافت للنظر سماع تفاصيل عن دعم برنامج ريف للمزارعين في تبوك، وكذلك المشاريع التطويرية المبتكرة التي تسهم في تعزيز الاستدامة البيئية وتحسين جودة المياه والزراعة في المنطقة.

الدور الحيوي للزراعة في الاقتصاد المحلي

الزراعة ليست مجرد مهنة، بل هي نهج حياتي. وهكذا كانت تعبر السيدة فاطمة، مزارعة في قرية صغيرة بتبوك، عن شغفها بزراعة الخضروات والفواكه. وتشارك السيدة فاطمة في أحد المهرجانات الزراعية التي نظمها فرع وزارة البيئة والمياه والزراعة في المنطقة، حيث تم عرض منتجاتها الطازجة بفخر واعتزاز. وتعكس قصة السيدة فاطمة الجهود المستمرة التي يبذلها القطاع الزراعي في تبوك لدعم المزارعين المحليين وتعزيز الاقتصاد المحلي.

الزراعة ليست مجرد وسيلة للعيش بل هي جزء لا يتجزأ من الثقافة والهوية الوطنية. يقول الدكتور أحمد، باحث في مجال الزراعة المستدامة، “إن الزراعة تمثل ركيزة أساسية في التنمية المستدامة، حيث تسهم في توفير فرص عمل، تحسين النظام الغذائي، وتعزيز الاكتفاء الذاتي للدولة.” ويضيف الدكتور أحمد، “إن دعم المزارعين وتعزيز الإنتاج الزراعي يعد خطوة حاسمة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة في المملكة.”

التحديات المستقبلية ورؤية المستقبل

رغم أهمية القطاع الزراعي، يواجه المزارعون في تبوك تحديات عدة، منها نقص الموارد المائية والتغيرات المناخية. وبالرغم من هذه التحديات، يواصل المزارعون العمل بإخلاص وإصرار لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتوفير المحاصيل الزراعية المتنوعة في المنطقة.

لذا، يجب على الجهات المعنية تبني استراتيجيات مستدامة لدعم المزارعين، وتعزيز البنية التحتية الزراعية، وتوفير التقنيات الحديثة لزيادة الإنتاجية. كما ينبغي على الحكومة والقطاع الخاص التعاون لتحقيق رؤية طموحة تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وضمان استدامة القطاع الزراعي في تبوك والمملكة.

بهذا، ينمو القطاع الزراعي في منطقة تبوك كشجرة قوية تتحدى العواصف وتزدهر في كل موسم، محققًا الازدهار والاستدامة للأجيال القادمة.