زوجة ناشط فلسطيني تعترف بسذاجتها في الأمن الأميركي

قبل يومين من احتجازه على يد عملاء وزارة الأمن الداخلي الأميركية، كان محمود خليل، الناشط الفلسطيني والطالب في جامعة كولومبيا، يعيش لحظات من التوتر والقلق. في محاولة للتهدئة وتقديم الدعم، سأل خليل زوجته، نور عبد الله (28 عاماً)، عن الخطوات التي يجب اتخاذها إذا تمت زيارتهم من قبل موظفي الهجرة.

نور، مواطنة أميركية حامل في شهرها الثامن، كانت في حيرة من أمرها. ورغم تأكيدها لخليل بأنه كحامل لإقامة دائمة في الولايات المتحدة لا يوجد داعٍ للقلق، إلا أنها أدركت بأنها كانت تتصرف بسذاجة.

في مقابلة حصرية مع وكالة رويترز، أكدت نور: “لم آخذ كلامه على محمل الجد. من الواضح أنني كنت ساذجة”. كانت هذه الكلمات تعكس القلق الحقيقي الذي كانت تشعر به خلال تلك اللحظات الصعبة.

## تفاصيل احتجاز محمود خليل

وبعد ذلك، تم احتجاز خليل بأصفاد يوم السبت في ردهة مبنى سكني تابع للجامعة في مانهاتن، وهو الأمر الذي جعل نور تجلس في الصف الأمامي بقاعة المحكمة في مانهاتن يوم أمس. وهناك، كان محامو خليل يجادلون أمام قاضٍ اتحادي بأن اعتقاله جاء انتقاماً من دفاعه الصريح عن قطاع غزة. وقد أكد المحامون أن هذا الاعتقال يشكل انتهاكًا لحق خليل في حرية التعبير.

وفي خطوة تأكيدية، قرر القاضي تمديد أمر منع ترحيل خليل حتى يتم النظر في قانونية الاعتقال. وفي سياق متصل، أدلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتصريح عبر وسائل التواصل الاجتماعي يتهم فيه خليل بدعم حركة “حماس”، ولكن دون تقديم أدلة تثبت ذلك.

## قصة حب نور ومحمود

تلقت علاقة نور ومحمود بدايةً عندما التقيا في لبنان عام 2016، حيث انضمت نور إلى برنامج تطوعي كان يشرف عليه خليل في منظمة غير ربحية. بدأت العلاقة كصداقة، لكنها تطورت عبر الزمن إلى علاقة عاطفية، وانتهت بزواجهما في نيويورك في عام 2023.

تصف نور زوجها محمود بأنه “شخص رائع يهتم كثيراً بالآخرين. روحه طيبة وصادقة للغاية”. وفي هذه الأوقات الصعبة، ينتظر الاثنان بشوق قدوم مولودهما الأول في أواخر أبريل. وعلى الرغم من كل التحديات، تأمل نور أن يكون محمود حرًا بحلول ذلك الوقت.

وبينما تنتظر نور بشغف لحظة رؤية طفلها الأول، تعبر عن قلقها قائلة: “أعتقد أن رؤيته من خلف حاجز زجاجي ستكون تجربة مدمرة بالنسبة لي وله”. هذه الكلمات تكشف الجانب الإنساني العميق والمؤثر في قصة حياة هذا الزوجين المحاصرين في مواجهة قضية معقدة.

في الختام، ورغم بداية الحكومة الأميركية في إجراءات ترحيل خليل، فإن نور ومحمود يتمسكان بالأمل والصبر في انتظار ما قد يحمله المستقبل. وبينما تتواصل المحاكمات والمفاوضات، يبقى للحب والإيمان دورهما في تجاوز هذه التحديات الصعبة.