
تعتزم جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة “23 مارس” المتمردة البدء في محادثات مباشرة لتحقيق السلام، حيث ستنطلق المفاوضات في لواندا يوم الثلاثاء القادم. هذا ما أعلنته الرئاسة الأنغولية يوم الأربعاء الماضي، مؤكدة رغبة أنغولا في التوسط لوقف إطلاق النار وتهدئة التوتر بين الكونغو وجارتها رواندا، التي اتهمت بتقديم الدعم لحركة المتمردين.
تأتي هذه المفاوضات في إطار الصراع الطويل في شرق الكونغو، حيث سيطرت حركة “23 مارس” على مساحات واسعة من هذه المنطقة منذ فترة طويلة. وفي محاولة لحل هذا الصراع، قامت أنغولا بدعوة الطرفين للمشاركة في المحادثات المباشرة التي تأمل أن تحقق تقدماً في تحقيق السلام.
دور رواندا وتأثير الصراع على المنطقة
تعتبر رواندا من الجهات المتورطة في الصراع، حيث تتهم بدعم حركة “23 مارس”، التي تضم منتمين لعرقية التوتسي. وعلى الرغم من نفي رواندا لهذه الاتهامات، إلا أن تداعيات الصراع في المنطقة تعود إلى الإبادة الجماعية التي شهدتها رواندا في عام 1994. وقد تسبب هذا الصراع في مقتل العديد من الأشخاص ونزوح مئات الآلاف من سكان المنطقة، ما يشكل تحدياً إنسانياً كبيراً.
أهمية الموارد المعدنية في شرق الكونغو
تشتهر منطقة شرق الكونغو بوجود موارد معدنية هائلة مثل الكولتان والكوبالت والنحاس والليثيوم، وهي الموارد التي تلعب دوراً حيوياً في صناعة التكنولوجيا الحديثة والطاقة الخضراء. ونظراً لهذه الأهمية، تجد قوى دولية متورطة في المنطقة، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة تعيد إلى الأذهان صراعات الكونغو في العقود الماضية.
وفي هذا السياق، أكد زعيم حركة “23 مارس” برتراند بيسيموا على أهمية جلوس الطرفين إلى طاولة المفاوضات، كون هذا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة الراهنة التي تفاقمت منذ بداية العام الجاري. ورغم رفض الحكومة الكونغولية لمحادثات مع الحركة، إلا أن التوسط الأنغولي قد يفتح الباب أمام حل سلمي للصراع.
وبينما تبدو المفاوضات مبشرة، إلا أن الطريق نحو تحقيق السلام في شرق الكونغو ما زال مليئاً بالتحديات، نظراً للتداعيات التاريخية والاقتصادية والسياسية لهذا الصراع الدامي. سنبقى على اطلاع بتطورات الأحداث في هذه المنطقة الحساسة، مع الأمل في تحقيق السلام والاستقرار في أقرب وقت ممكن.