تحدث العديد من الأمهات عن اعتقادهن الجماعي بأن الأطفال يشبهون آباءهم في دراسة حديثة نُشرت على موقع “سيكولوجي توداي”. وتبين أن هذا الاعتقاد يمكن أن يكون أكثر من مجرد قناعة عابرة، حيث يبرز أهمية الجوانب الجسدية والعاطفية في تأكيد الصلة بين الأبوين وأطفالهم.

مفهوم الشبه بين الأب والطفل

بدأت الدراسة بفكرة بسيطة ولكنها شائقة؛ ففي عيادة لأمراض النساء والتوليد شملت تجربة علمية 230 سيدة، حيث تم عرض صور لأجنة على الأمهات الحوامل، ثم سُئلن عن الشبه بين الجنين والوالدين. وكانت النتائج مُذهلة؛ إذ كان الآباء أكثر اميلًا للقول بأن الجنين يشبههم بنسبة 49%، بينما قال 51% منهم بأنه يشبه الأم. ومن الواضح أن هذه النتائج تشير إلى أن الآباء يعتبرون الشبه الجسدي أحد العوامل الرئيسية في تحديد الصلة بينهم وبين أطفالهم.

دور الشبه في تعزيز العلاقة الأبوية

من جانبهن، أبدت الأمهات تفضيلًا واضحًا لربط الطفل بوالده، حيث قالت 74% منهن إن الجنين يُشبه الأب. وهذا يعكس الرغبة القوية للأمهات في تعزيز العلاقة بين الأب والطفل، سواء على المستوى العاطفي أو الاجتماعي. وفي هذا السياق، أشارت الدراسة إلى أن الآباء الذين يرون أن أطفالهم يشبهونهم يميلون إلى قضاء وقت أطول معهم وتقديم رعاية أكبر.

ليس من المستغرب أن تكون الأمهات هنا الأكثر تأثرًا بفكرة الشبه بين الطفل والأب، فالأمومة تمتلك دومًا قوة خاصة في روابط العاطفة والتفاني. ولكن هذه الدراسة تكشف عن جانب مثير، حيث يمكن للأبوين الاعتماد على الشبه الجسدي كأداة إضافية لبناء علاقة قوية ومستدامة مع أطفالهم.

بالاختصار، إن الاعتقاد بأن الأطفال يشبهون آباءهم ليس مجرد نظرية عابرة، بل يمكن أن يكون له تأثير كبير على طبيعة العلاقة الأبوية ونوع الرعاية التي يتلقاها الطفل. وربما يكون الشبه الجسدي هو أحد العوامل التي تُعزز من قرابة القلوب وتعزز الروابط العائلية بين الآباء وأطفالهم في طريقة لا تقل أهمية عن العواطف والاهتمامات المشتركة.