
يا له من يوم شاق ومليء بالتحديات لدى الأمهات! من منا لا يحتاج للحظات من العزلة والهدوء؟ ولكن بالنسبة للأمهات، قد يكون هذا الأمر مستحيلا تقريبا، خاصة إذا كان طفلها الصغير لا يفارقها طوال اليوم. فبين الحمل والرضاعة والاهتمام بكل احتياجاته، تجد الأم نفسها ملتصقة بطفلها بشكل دائم.
بطبيعة الحال، يرغب الطفل في جذب انتباه والدته بشكل مستمر، مما يجعلها في حاجة ماسة إلى القيام بجميع المهام اليومية والحفاظ على هدوئها واستقلاليتها. وهنا يأتي دور متلازمة “الطفل اللاصق” أو “طفل الفيلكرو”، حيث يكون الطفل ملتصقا بأمه طوال الوقت، مما يجعلها تواجه صعوبة في القيام بأي شيء بدونه.
تسمية هذه المتلازمة مستمدة من المادة المستخدمة في الملابس الرياضية لربطها بإحكام، مما يعكس وثاقة الطفل بأمه. وتعني “متلازمة الطفل اللاصق” أن الطفل يسعى للتواصل الجسدي المستمر مع والدته، سواءً أثناء النهار أو حتى خلال ساعات النوم.
تعود هذه الحاجة للتعلق الشديد إلى عوامل عدة، منها الحساسية التي يمكن أن يكون الطفل عرضة لها، مما يجعله يشعر بالاطمئنان عندما يكون بجوار والدته. بالإضافة إلى ذلك، مراحل النمو الرئيسة يمكن أن تزيد من حاجة الطفل للتواصل المستمر مع والدته، خاصة خلال فترات تطوره البدني والعقلي.
العلاقة القوية بين الطفل ووالدته تلعب دورا كبيرا في زيادة هذا التعلق، حيث تساهم في نمو الطفل العاطفي والعقلي. وعندما يبدأ الطفل في فهم مفهوم الانفصال عن والدته، قد يشعر بالقلق والحاجة الملحة للتواصل الجسدي المستمر.
للتعامل مع هذه المشكلة، من المهم تشجيع الاستقلالية لدى الطفل ومنحه الفرص للقيام بالأشياء بمفرده. كما يجب على الأم أن تتعامل بصدر رحب مع مشاعر الطفل وتقدم له الدعم والحب اللازمين. وحتى وإن كانت هذه المرحلة مرهقة، يجب أن تتذكر الأم أنها جزء من نمو الطفل وستنتهي تدريجيا مع مرور الوقت.
بالرغم من تعب الأمهات وصعوبة الحفاظ على الهدوء والاستقلالية، يجب أن يكون تعلق الطفل بأمه طبيعيا، ويمر به الكثيرون من الآباء والأمهات خلال فترة طفولة أطفالهم. فمن خلال فهم هذه المرحلة والتعامل الصحيح معها، يمكن للأسرة التغلب على التحديات والتعايش بسلام مع طفلها الملتصق.